ليست مجرّد ذاكرة'...فلسطين قبل النكبة بعدسة اللبناني خليل رعد

20.06.2013 06:31 AM
وطن- زهران معالي: تجسدت شخصية أول مصور عربي في فلسطين الراحل خليل رعد، بصور تذكارية علقت على جدران قاعة مركز خليل السكاكيني بمدينة رام الله، مساء أمس الأربعاء، خلال معرض بعنوان "ليست مجرد ذاكرة: خليل رعد( 1854- 1957)".

وكانت مؤسسة الدراسات الفلسطينية نظمت المعرض بمناسبة الذكرى الـ50 لتأسيسها،بهدف لاسترجاع الماضي من خلال إرث رعد المرئي ،وبحثاً عن وجوه ومواقع وأحداث ما زال بالإمكان التعرف إلى بعضها واختلاس تفاصيلها وملامحها من تاريخ فلسطين قبل النكبة عام 48.

ثلاثة آلاف صورة التقطها المصوّر اللبناني ابن قرية بحمدون الذي انتقل للعيش وعائلته في فلسطين خليل رعد، فبات الأستوديو الذي يملكه في شارع يافا في القدس الأشهر على الإطلاق في أواخر القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين ليجسد فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني لفلسطين.

تقول قيّمة المعرض فيرا تماري لـ" وطن" إن المعرض يضم 75 صورة من أعمال رعد، وأكثر من 80 صورة تغطي الحياة اليومية الفلسطينية، مروراً بالمناظر الطبيعية والهندسة المعمارية، وصولاً إلى النشاطات والأحداث العسكرية والسياسية والعامة، تم جمعها من عائلات فلسطينية.

واختارت تماري عنوان المعرض "ليست مجرّد ذاكرة: خليل رعد (1854 ـ 1957)"، في محاولة لإعادة إحياء جوانب رواية فلسطينية تعرّضت للتفسير المغلوط والتحريف، مؤكدة بأن فلسطين حية في الأذهان عبر الفوتوغرافية الأولى في فلسطين في سياق الاستعمار المتواصل والسيطرة السياسية والثقافية.

وعن سبب اختيار مركز خليل السكاكيني لإقامة المعرض، أوضحت مديرة المركز لارا الخالدي أن السكاكيني ورعد كانا من رواد الثقافة والفكر في فلسطين، مشيرة إلى وجود صورة التقطها رعد للسكاكيني عام 1906 وهو شاب، من الصور القليلة والنادرة له.

ونوه عضو مجلس الأمناء في مؤسسة الدراسات الفلسطينية المنظمة للمعرض كميل منصور، إلى أن مجموعة خليل رعد تمثل أهم أرصدة المؤسسة، وأنها تجسد الذاكرة الفلسطينية والحياة اليومية خلال الانتداب البريطاني.

ووفقالـ منصور فأن مؤسسة الدراسات التي تأسست عام 1963، تهدف إلى التوثيق والبحث عن القضية الفلسطينية عبر الأفلام والصور والكتب، موضحاً أن" الشعب إن لم تتوفر لديه الذاكرة يفقد هويته وتاريخه".

عدد من الفنانين البصريين والكتّاب البارزين والزوار الأجانب قدموا إلى المعرض للتفاعل مع بعض الصور "الأيقونية" التي التقطها رعد بعدسته، وتوحدت آرائهم في أهمية القيمة الفنية والتوثيقية للصور المعروضة.

يقول أستاذ الفيزياء في جامعة بيرزيت تيسير عاروري لـ" وطن":"الصور تؤكد أن فلسطين قبل 120 سنة كانت توجد فيها حضارة وليست صحراء كما يدّعون، جذورنا في الحضارة ضاربة، والمعرض في غاية الأهمية للشباب ليعرفوا كيف كانت البلد قبل احتلالها من الصهاينة".

وتضيف زائرة المعرض جوليت زكاك بأن الصور تشكل الماضي والحاضر والمستقبل للفلسطينيين، و"تعيد الذاكرة للشباب الذي لا يعرف التاريخ، وليعرف كيف كانت يافا والقدس ورام الله"

يشار إلى أن معرض " ليست مجر ذاكرة: خليل رعد ( 1854-1957)" يستمر إلى 31 تموز ويفتح أبوابه يومياً من الساعة الحادية عشر صباحاً حتى السادسة مساءً.
تصميم وتطوير