حكاية معاناة وصمود في وجه الإستيطان

14.03.2013 08:17 AM
خاص - وطن - حمزة السلايمة: اعتداءات المستوطنين لأكثر من 13 عاما، لم تنل من إرادة وعزيمة المواطن محمد حسني اقنيبي وطفلية وزوجته في التمسك بمنزلهم، الذي يجاور بؤرة الاستيطانية "ابراهام افينو"، التي يقطنها أكثر المستوطنين تطرفًا في البلدة القديمة من الخليل.

المياه العادمة والبيض والشتائم.. فاتورة تدفعها العائلة صباح مساء، مقابل الحفاظ على ما تبقى من المنزل الذي أغلق غرفه جنود الاحتلال بالشمع الأحمر، ولم تسمح لأفراد العائلة استخدام حاجياتهم قبل أعوام، حيث تمكنت العائلة من إعادة فتحة واستخدامه بمساعدة مؤسسات حقوقية ومتضامنين أجانب.

لا ينفذ المستوطنون اعتداءاتهم إلا تحت سمع وبصر وحماية جنود الاحتلال الذين لا يتوانون عن اعتقال ومضايقة كل من يحاول التضامن مع العائلة ووفضح ممارسات المستوطنين بحقها.

بمجرد وصول طاقم "وطن" للبيت المذكور، تحرك قرابة عشرة من جنود الاحتلال مطالبين إياه التوقف عن التصوير، وحاولوا مصادرةأشرطة التسجيل، واقتادوا معدّ التقرير، إلى مدرسة "أسامة بن المنقذ" التي حولها جيش الاحتلال لـ بؤرة استيطانية ومعسكر، احتجزوه فيه لما يزيد عن أربع ساعات.

لم يكن اقنيبي يتوقع أن وجوده في البيت الذي ورثه عن أجداده سيحوّل حياته إلى جحيم لا يطاق، حيث قال: نحن نعيش في ظروف صعبة مليئة بالخوف نتيجة الاعتداءات المستمرة التي ينفذها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال.

يتابع: لا أستطيع النوم، وأصبحت حياة أطفالي مؤلمة، لا يمكن لأحد أن يعرف كم هو صعب أن تكون جارًا لمستوطنة يقطنها أكثر المستوطنين عداءً للعرب.

وأضاف اقنيبي "أقول للمستوطنين ولمن يحميهم من جنود الاحتلال، لا يمكنكم إخراجي من بيتي.. هذا بيت أجدادي، ولن أخضع للإغراءات المالية أو حتى سياسة التضييق".

وحول الإغراءات المالية، أوضح اقنيبي: عرضوا عليّ شيكًا مفتوحًا وهويةً زرقاء ومنزلًا فارهًا في تل أبيب أو أي دولة بالعالم.

من جانبه، قال مسؤول مؤسسة "بيتسلم" لحقوق الإنسان في الخليل، موسى أبو هشهش "منذ سنوات نوثق الاعتداءات على منزل محمد اقنيبي، وأرضة في تلة ارميدة"، مؤكدًا أن المستوطنينين ينفذون "أبشع جرائم حقوق إنسان بحق العائلة في ظل صمت جنود الاحتلال".

وقال: وثقت اعتداءات الاحتلال على العائلة بالغاز المسيل ما أدى لإجهاض زوجة محمد وفقدانها الجنين.

هذه العائلة مثال حي على معاناة وعذابات سكان حي "خزق الفار" في البلدة القديمة الذين لم يجدوا سوى وضع سياج يحميهم من عربدة المستوطنين.

تصميم وتطوير