الأمراض الجلدية تفتك بأطفال غزة، ما السبب؟ ومن يُنقذ أطفال غزة؟

01.08.2024 07:26 PM

وطن: على مدار سنوات عمله الـ33 الماضية في مجال التمريض الطبي، في مشافي قطاع غزة المُختلفة، لم يُعاين الدكتور عيد صباح، حالات الالتهابات الجلدية الصعبة، كتلك التي تصل بالمئات يومياً إلى مستشفى كمال عدوان (شمال غزة)، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

الأمراض الجلدية دخلت مستوى صحياً كارثياً في شمال القطاع
مدير التمريض الطبي في مستشفى كمال عدوان الدكتور عيد صباح، يقول إن الأمراض الجلدية دخلت مستوى صحياً كارثياً في شمال القطاع، بفعل انتشار القمامة، ونتيجة استهداف الاحتلال للبنى التحتية وتسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع.

وبالإضافة إلى معاناة فلسطينيي قطاع غزة جراء القصف والنزوح والخراب الذي لحق بهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمّرة في السابع من أكتوبر الماضي، تضاعفت معاناتهم مع انتشار الأوبئة الفتاكة، جراء تراكم النفايات وشح المياه النظيفة وفقدان الأدوية والمنظفات، وسوء توزيع مياه الصرف الصحي، وتكدس النازحين في مساحات ضيقة داخل المخيمات، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

مستشفى كمال عدوان (شمال القطاع) يستقبل مئات الإصابات الجلدية يومياً
مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، يتعامل يومياً مع مئات الأطفال المصابين بأمراض جلدية مُعدية وفتاكة، في قسم الاستقبال والطوارئ وفي عيادة الأطفال الخارجية، يقول صباح.

إصاباتٌ جلدية تسبب غوراً داخل الجسم وتصل إلى درجة الحروق
ويشير في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن الإصابات الجلدية المُتفشية في صفوف الأطفال، جراء استمرار العدوان، تصل إلى درجة الحروق، موضحاً أن الطفح الجلدي يسبب غوراً بعمق 1 سم – 2 سم داخل الجسم، وينتشر في مناطق الظهر والأقدام والرقبة وفروة الرأس.

ونظراً لنقص الأدوية والعلاجات اللازمة بسبب الحصار المُشدد، الذي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، تقدم الطواقم الطبية العلاجات الأولية، لتهدئة الجسد وتخفيف الحكة، وفقاً للإمكانات المتوفرة.

التسمم والالتهابات .. مضاعفاتٌ خطيرة
ويقول ضيفُنا: "الطقس الحار يزيد من العرق وتراكم الأوساخ، التي تسبّب الطفح الجلدي والحساسية، والتي إذا تمّ خدشها تؤدي إلى الالتهابات، وإلى مضاعفات خطيرة، قد تتطلب التدخل جراحياً في مراحل المرض الجلدي المُتقدمة".

ويشير إلى أن الأمراض الجلدية تتسبب بالتسمم، وفقدان الوعي، وانتشارها داخل الجسم يحتاج إلى تدخلات جراحية، وقد يحتاج إلى عناية طبية مكثفة.

ويشدد عيد صباح على ضرورة مُعالجة أسباب انتشار الأمراض الجلدية المُعدية والفتاكة، وتطهير القطاع من مخلفات الحرب المُدمرة من جهة، والعمل الفوري لإدخال الأدوية اللازمة من جهة أخرى.

إنقاذ الأطفال من الأمراض الجلدية التي تفتك بهم واجبٌ أمميٌ
وأخيراً يُحذر ضيفُنا من خطر انتشار الأمراض الجلدية على نطاق أوسع، ويقول: "في هذه الحالة نحن مقبلون على كارثة صحية لن نستطيع الوقوف في وجهها"، مؤكداً أن إنقاذ الأطفال من الأمراض الجلدية التي تفتك بهم واجبٌ أمميٌ.

وكشفت منظمة الصحة العالمية مؤخراً عن إصابة أكثر من 150 ألف شخص في قطاع غزة بأمراض جلدية، بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشها النازحون في الملاجئ والخيام منذ بداية الحرب، اهمها أمراض الجرب، وجدري الماء، والحصف، والريقان.

تصميم وتطوير