شاهد عيان يروي لوطن تفاصيل مجزرة مواصي خان يونس: أشلاء ودماء الشهداء التصقت بالجدران وجثامين الشهداء دُفنت تحت الرمال من شدة القصف

14.07.2024 11:46 AM

 رام الله - وطن: تعجز الكلمات عن وصف مشاهد يصعب على العقل البشري تخيلها، فكمية الهلع والخوف وحجم الدمار ومشاهد جثامين وأشلاء الشهداء أكثرهم من الأطفال منتشرة على الطرقات، صور يصعب وصفها بكل الكلمات، هذا ما قاله باسل عدوان الشاهد على مجزرة مواصي خان يونس التي ارتكبها الاحتلال بحق النازحين يوم أمس.

لا تزال صور المجزرة المروعة ماثلة أمام عينيه يستعرض تفاصيلها قائلا "أشلاء ودم الشهداء من قوة الانفجار عالقة على الجدران، مواطنون على نقطة تحلية مياه كلهم ارتقوا شهداء، تكية طعام غالبية من كان فيها استشهدوا فاختلطت دماؤهم بالطعام، محل حلويات كل من به استشهدوا، أصحاب كثر من الخيام استشهدوا وكثير منهم اختفت خيامهم وبات أصحابها في عداد المفقودين، إثر الغارات العنيف التي شنت يوم أمس على خيام من بلاستيك لا تتحمل الرياح.. مشاهد مرعبة لا يمكن أن تنسى ولها أثرها النفسي الكبير."

وأشار، خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة " غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية " صباح يوم الأمس كنت على بعد نحو 500 متر عن المنطقة المستهدفة، وقد شاهدت ما لا يقل عن 4 صواريخ متفجرة أطلقتها طائرات الاحتلال.. ثواني ومشاهد الناس يجرون في الشوارع وجثامين الشهداء منتشرة في الطرقات، حتى طواقم الدفاع المدني التي حضرت بعد 10 دقائق لم تنجُ من القصف فاستشهد بعض طواقمها وأصيب الباقي".

وأوضح أن طبيعة منطقة المواصي رملية ولذلك فان غالبية الشهداء وجدوا مدفونين في الرمال، وهي منطقة مكدسة بالخيام لذلك وجدت طواقم الإنقاذ صعوبة كبيرة في عملها بالحفر واخراج جثامين الشهداء.

وذكر ان طواقم الدفاع المدني لا تزال تواصل البحث عن جثامين شهداء نظرا لارتفاع عدد المفقودين.

واكد عدوان أن الشهداء كافة من النازحين في الخيام، وأن المنطقة المستهدفة لا يوجد فيها سوى خيام النازحين كونها منطقة مصنفة "امنة"، منوها ان مجزرة المواصي ليست الأولى بحق النازحين فبعد أن ادعى الاحتلال بان رفح منطقة آمنة ارتكبت فيها مجزرة رفح "البركسات".

وقال إن الاحتلال يستهدف كافة المناطق التي يدعي بأنها آمنة بعد ان يطلب من السكان الذهاب اليها ويرتكب مجازر كبرى بحقهم.
ولفت الى أن من تبقى على قيد الحياة من المواطنين فكوا خيامهم للرحيل ولكن لا يعلمون الى أين سيرحلون فلا يوجد أي مكان آمن في غزة ، مضيفا "هذه رحلة نزوح مستمرة ولمرات عدة، كما انها رحلة مكلفة جدا في ظل انقطاع الوقود فرحيل العائلة من منطقة الى أخرى تحتاج الى أكثر من ألف شيكل وكثير منهم لا يملكون المال فبقوا يواجهون مصيرهم وحتفهم".

وبين أن الحالة النفسية للبالغين صعبة جدا، ومضاعفة للأطفال فمقومات الحياة معدومة، وأطفال غزة باتوا كبارا، فالطفل الصغير بات يفهم ماذا تعني كلمة صاروخ وتبعاته وكل أطفال غزة اليوم باتوا بحاجة للعلاج النفسي.

تصميم وتطوير