الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصبّاح لـ"وطن": حماس ستوافق على المقترح الأمريكي من منطلق قوة ودعم جبهات المقاومة حتى لو لم يتضمن نصًا صريحًا بوقف العدوان

04.06.2024 01:17 PM

 رام الله – وطن: ينتظر وسطاء صفقة التبادل، رد حكومة الاحتلال وحركة حماس على المقترح الذي استعرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصبّاح في حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" الذي يُبثُّ عبر شبكة وطن الإعلامية، إن حركة حماس ستوافق على المقترح الأمريكي حتى لو لم يتضمن نصًا صريحًا بوقف العدوان على غزة، لافتا ان موقف حماس ستتخذه من منطلق قوتها بسبب دعم واسناد جبهات عدة لها، والتي مستعدة لخوض حرب طويلة الأمد مع الاحتلال.

واستطرد الصبّاح خلال حديثه بالقول إن كتائب القسام مستعدة لمواصلة الحرب بلا هوادة، لا سيما أنها خاضت "طوفان الأقصى" على مدار 8 أشهر متواصلة دون أن تنحني، وبالتالي ستكون حاضرة في حال خرق الاحتلال وقف إطلاق النار.
ولفت الصباح ان ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن كملامح وخطوط عريضة للصفقة قد طُرحت بشكلٍ غامض، مضيفًا بأن بايدن قدَّم الصفقة بما يضمن تلاعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ببنودها.

وأضاف الصبّاح بأن بايدن تحدَّث عن الصفقة بشكل عام وليس بشكلٍ تفصيليٍّ، وترك البنود مفتوحة للتفاوض عبر الحديث عنها بشكل فضفاض، ما يدلل ان بلاده تعتزم ابرام الصفقة بأسرع وقتٍ ممكن.

وأوضح الصبّاح بأن نتنياهو لن يوافق على صفقة تشترط فيها حماس وقف دائم لإطلاق النار؛ لأن ذلك يعد انتصارًا ساحقًا لحماس، فيما يكون هزيمة مدويّة لـ "إسرائيل"، مضيفًا أن نتنياهو يواصل حرب الإبادة الجماعية على المدنيين في غزة بذريعة "هزيمة حماس".
وأضاف الصبّاح بأن الوزيرين المتطرفين لدى الاحتلال بن غفير وسيموتريتش لن يخرجا من حكومة الاحتلال، ولا يرغبا بإسقاطها وحلِّها؛ لأنهما يعتقدان بأنها فرصة لن تتكرر مع أي حكومة "إسرائيلية" مقبلة.

وأكَّد الصبّاح بأن "الصمود الأسطوري" للمقاومة في قطاع غزة خلق معادلة ردع جديدة للاحتلال الإسرائيلي، لا سيما وأن جبهات المقاومة توحدت في ساحات القتال، فمن الجنوب حماس والفصائل الفلسطينية، ومن الشمال حزب الله، ومن البحر الأحمر ومضيق باب المندب أنصار الله، عوضًا عن إسناد المقاومة الإسلامية بالعراق.

وبيَّن الصبّاح بأن أمريكا تمد "إسرائيل" بمطلق الدعم والفعل، مضيفًا بأن هذه الحرب على غزة أمريكية بأيدي "إسرائيلية"، وأن أمريكا عملت على جعل قرار محكمة العدل الدولية خاويًا بذهابها إلى مجلس الأمن واستخدام حق النقض الفيتو، كما أن أمريكا تستخدم نتنياهو أداة لها بالشرق الأوسط.

وأوضَّح الصبّاح أن حركة حماس أظهرت أنها أكثر انفتاحًا بالمفاوضات، لا سيما وأنها وافقت على مقترح التهدئة السابق وأنها تنظر بروح إيجابية للصفقة التي أعلن عنها بايدن مؤخرًا؛ في إطار مساعيها لإيقاف شلال الدماء النازف في غزة، في وقتٍ هي تستعد فيه لمواصلة الحرب لأشهر طويلة بلا تردد.

وحول السابع من أكتوبر ينظر الصبّاح إليه كونه هزيمة استراتيجية لأمريكا ودولة الاحتلال على حد سواء، بعد فقدنا توازنهما الأمني، ولذلك اتجهتا لتدمير قطاع غزة لاستعادة مكانتهما، لكنهما رغم مرور ثمانية أشهر من الحرب لم تحققا شيئًا، وهما تبحثان عن مخارج وذرائع لإنهاء الحرب.

تصميم وتطوير