"كان ينوي الزواج والسفر"
وجيه بلغ عتبة الحلم حتى أصبح شهيدًا.. الاحتلال يغتال أملاً جديداً
وطن-حنين قواريق: 9 شهور ضمته في جسدها، و21 سنة أخرى دارته برمش عينها... ليكبرَ أمامها ويحقق أحلامه كأي شاب يطمح في مستقبل جميل.. لكنها رصاصة الغدر القاتلة التي تترصد لكل حلم فلسطيني فتقتله وتسرقه من حضن ذويه... والدة الشهيد وليد الرمحي تحتضن آخر أثر تبقى لها من ابنها وتستذكر حياته.
قالت والدة الشهيد وجيه، لـوطن: "كان وجيه كلما اقتحم جيش الاحتلال منطقة البيرة، هب كالنسر للتصدي لاعتداءاتهم المستمرة والمتصاعدة، وكان متأثراً جداً بالشهداء لاسيّما شهداء العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث الأشلاء، وأوجاع الآباء، وأهات الأمهات" .
تبين والدة وجيه أن الدم المُعبق على كنزة شقيقه هو أحلى ذكرى بقيت لها من ابنها لتحتضنها كلما اشتاقت إليه، قائلةً وهي تشتم رائحة دمه: "أخوك حملك يا حبيبي يما عشان تضل معنا" .
وتُردف: "علاقة وجيه بشقيقاته جميلة جداً، وقريب من شقيقه"، مُشيرةً إلى أنه شاب "حنون، يحب عمل الخير ومساعدة الآخرين" .
الاحتلال الذي سرق قرية المزيرعة عام ١٩٤٨ من أجداد وآباء محمد الرمحي، يسلب جزءاً من روحه بعدما قتل ابنه وجيه الذي ارتقى في اليوم الثلاثين من أيار الماضي، متأثراً بإصابته بالرصاص في صدره.
قال محمد لـوطن: "قبل أن يرتقي وجيه، تناولنا الغذاء سوياً، وكان في ذلك اليوم سعيداً لدرجة لم أراها من قبل، وصلى صلاة العصر ثم انطلق"، لافتاً إلى أن وجيه قبل خروجه ودع خروفه الذي كان يربيه.
تابع: "تلقيت اتصالاً فجأة وأخبروني أن ابني قد أصيب برصاص الاحتلال الذي اقتحم المنطقة، وأطلق الرصاص بشكل عشوائي على كل من تواجد مما أسفر عن إصابة حوالي 6 شبان.. ولاحقاً تم الإعلان عن ارتقائه" .
وعن صفاته يُكمل: "وجيه كان باراً بي وبوالدته، وعلاقته طيبة مع الجميع... الكل يحبه، فهو خلوق وأمين بعمله، وشاب متدين"، مؤكداً على أن شهادة وجيه مصدر فخر واعتزاز له ولكل فلسطين.
وبين أن وجيه "كان يخطط لأن يسافر، ويحقق الكثير من أحلامه، وكان يرغب بالزواج على سنة الله ورسوله، لكنه حلمه الأكبر الذي أراد تحقيقه بالفعل هو نيل الشهادة".
ابتسامة وجيه التي رافقته في حياته.. لم تغب عن وجهه يوم حُمل نعشه على الأكتاف وزُف شهيداً على طريق الحرية، هي الابتسامة التي ستبقى عالقة في ذهن كل من أحبه من عائلته ومعارفه.