قطاع غزة على وشك الانهيار البيئي والإنساني: نداءات للمساعدة
وطن: في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، يواجه قطاع غزة أزمة بيئية وإنسانية خانقة، مع دعوات مستمرة للمساعدة لمواجهة التحديات المتنامية.
أطلقت منظمة الصحة العالمية إنذاراً حول تفشي الأمراض المعدية في غزة، بسبب تعطل المرافق الصحية ونقص إمدادات المياه والصرف الصحي، مطالبة بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والمستلزمات الطبية.
وفي سياق متصل، حذر مدير دائرة الصحة في رفح مهند معمر من تفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، مما اضطر السكان لاستخدام المياه الملوثة، وزاد من انتشار الأمراض.
وأكد خلال حديثه لموجة" غزة الصامدة.. غزة الامل" الذي يبث عبر شبكة وطن الاعلامية، المسؤولون أن قطاع رفح أصبح الملاذ الأخير للسكان، حيث يعيش أكثر من 1.4 مليون نازح في ظروف صعبة.
وبالنسبة لإدارة النفايات، فقد أشار إلى أن كمية النفايات الصلبة تضاعفت بمعدل خمسة أضعاف، مما يهدد بكارثة بيئية وصحية في القطاع لافتا الى ان تعطيل جميع أعمال جمع النفايات الصلبة، هيأ الى بيئة ملائمة للانتشار سريع وواسع للحشرات والقوارض التي تساعد في نقل الأمراض بين النازحين.
واشار معمر الى ان كمية النفايات الصلبة تضاعفت 5 اضعاف مما كانت عليه، اذ كانت البلدية تجمع يومياً اكثر من 500 طن ما يشكل عبء كبير على العاملين، ويقدر اجمالي كمية النفايات التي تم جمعها خلال 5 شهور الأولى ما يقارب 90 ألف طن.
واكد نسبة جمع النفايات كانت تقدر بـ89% ويتم تحويلها الى المكب الرئيسي لكن في ظل الحرب وصلت الى 20% حيث تكدس الاطنان في كل مكان على مرآي العين وهو ما ينذر بكارثة صحية وبيئية.
وقال ان المتبقى للبلدية من اليات لتقديم حلول بسيطة، خاصه بعد تدمير الاحتلال لكافة الاليات وتدمير المقر الرئيسي للبلدية والمركز الرئيسي للنفايات الصلبة في المنطقة الجنوبية، ولم يتبقى إلا بعض الآليات البسيطة التي يقومون بها بجمع النفايات وازالة الانقاض وانتشال الجرحى والشهداء وفتح الشوارع واعادة ترمير خط المياه والصرف الصحي.
وأكد معمر ان "هذه الاليات بالأصل هي متهالكة وتحتاح الى صيانة ومضى عليها اكثر من 25 عاماً "، "ومقدراتنا استنزفت اليوم ".
واشار الى عدم وصول الوقود الكافي لاعادة تشغيل الآليات ادى لاخراج اليات جمع النفايات الصلبة عن العمل.
اما بشأن المياه اوضح "أن البلدية بالكاد تستطيع تقديم الخدمات الاساسية في توفير المياه، اذ انخفضت القدرة لامداد المياه نحو 70% بحيث تستطيع توفير المياه يوم واحد كل 8 ايام فقط".
وفي ضوء هذه الظروف الصعبة، دعا المسؤولون إلى تقديم المساعدات اللازمة لمواجهة الأزمة، محذرين من أن عدم التدخل قد يؤدي إلى انتشار الكارثة إلى دول الجوار.
وفي ختام حديثه، أكد على أن الوضع يشكل تحدياً كبيراً، وأنهم بحاجة إلى دعم دولي عاجل لتفادي المزيد من التدهور البيئي والإنساني في القطاع.
وقدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن كمية المتفجرات التي أسقطت على القطاع، خلال الشهر الأول من الحرب، تقدر بـ30 ألف طن، بمتوسط 82 طن لكل كيلومتر مربع، في وقت تعادل القوة النارية التي استخدمتها إسرائيل على غزة، خلال أول 40 يوماً من الحرب، ثلاث قنابل نووية كتلك التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما عام 1945.
وتشير الإحصاءات إلى أن كل 25 ألف طن من الذخائر تعادل كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة من الاستهلاك السنوي للطاقة لنحو 2300 منزل، والانبعاثات السنوية لنحو 4600 حافلة نقل فإن كمية الذخيرة التي ألقيت على قطاع غزة، خلال الأسابيع الأولى، تعادل تقريباً ما ألقته الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الشهر الأول من الحرب على العراق بأكمله عام 2003.