"كل مواطن يخرج من قطاع غزة يشعر بذنب النجاة"
الناشطة والأم الغزاوية سجى رضوان لوطن: أنجبت طفلتي بدون تخدير ولا عقل بشري يتحمل ما عشته من ألم
رام الله - وطن: ما تعيشه غزة جراء العدوان الإسرائيلي أسوأ الى الخيال، أطباء يجرون عمليات جراحية دون تخدير، ونساء يلدن كذلك دون تخدير، وانهيار كامل للمنظومة الصحية، ورغم ذلك الأطباء لا يفارقون مرضاهم، ويقتلون وهم يصرون على رسالتهم وانسانيتهم كما حدث مع الشهيد النونو قبل يومين فقط.
سجى رضوان امرأة من غزة وناشطة اجتماعية، عاشت تجربة مؤلمة تقول ان العقل البشري لا يمكن استيعابها.
سجى رضوان أم فلسطينية كانت تعيش قبل الحرب على غزة حياة جميلة، لديها طموحات واسعة بالوصول لمكانة عالية في المجتمع تفيدها وتفيد أبنائها مستقبلاً فكانت محبة للحياة ونشيطة وتعمل مع مؤسسات كثير لكن الحرب دمرت كل شيء.
وتروي سجى في حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة " غزة الصامدة غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية ما مرت به بالقول إنها كانت حامل بطفلتها تيا قبل الحرب، وقد حضرت لها كل ما تريده قبل ولادتها من ملابس واحتياجات لكن الحرب الإسرائيلية وما تعرضت له من نزوح من منزلها جراء قصف الاحتلال لم يسمح لها لفرحة العائلة بطفلتهم الجديدة أن تكتمل.
وتقول سجى ان صغيرتها كادت ان تستشهد قبل ان تولد جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل العائلة، وجراء والدخان المتواصل لمناطق محيطة وقريبة منها واستنشاقها ملوثات كثيرة.
ولفتت سجى انها تمكنت من ولادة ابنتها بعد تدخلات طبية جراحية صعبة وبدون تخدير قائلة " ما شعرت به لا يتحمله أي عقل بشري من الألم".
وأكملت حديثها "عندما وصلت للمشفى للولادة لم أجد سريراً فارغاً بسبب الاكتظاظ الكبير للجرحى والنازحين وعند ولادتي كان برفقتي 5 نساء أخريات في ذات الغرفة ودكتور واحد لنا جميعاً وبدون تخدير وأصوات القصف القوية تحيط بنا".
ولفتت سجى الى تمكنها بعد ولادتها من الخروج الى مصر لاستكمال علاجها فهي مضطرة لإجراء عملية جراحية بسبب ما تعرضت له، والآثار الجانبية لطريقة الولادة التي اضطرت للخضوع لها من اجل إنجاب طفلتها.
وأكدت سجى "كل مواطن يخرج من قطاع غزة يشعر بذنب النجاة بسبب خروجه وترك عائلته وأقربائه في هذه الحرب التي لم يعيشوا مثلها سابقاً"، مضيفة "لا يوجد منزل في قطاع غزة لا يوجد بداخله جريح أو شهيد وهم بحاجة لوقت طويل جداً للتعافي مما عاشوه في قطاع غزة".