في رفح ..النساء الناجيات من القصف والجوع يمكن للولادة أن تكون سبب موتهن

14.03.2024 04:48 PM

تكافح عشرات الآلاف من النساء الحوامل والأمهات الجدد والأطفال حديثي الولادة في رفح، جنوب غزة، أوضاعا صعبة و ظروف غير إنسانية ،تكاد تكون الأصعب على الإطلاق في العالم اليوم.

فالمدينة التي كان عدد سكانها حوالي 250 ألف نسمة، أصبحت مأوى لأكثر من 1.4 مليون شخص من ضمنهم نحو 50 ألف امرأة حامل تعيش مصيراً مجهولاً، بعد خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة،ونقص حاد في المعدات والطواقم الطبية في المستشفيات التي لازالت تنازع البقاء والاستمرار في ظل القصف والحصار المتواصل على كل مناطق قطاع غزة.


وفي هذا السياق قال المدير الطبي لمستشفى الهلال الإماراتي المتخصص بالولادة بغزة د. حيدر أبو سنينة أن مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، أحد آخر مستشفيات الولادة المتبقية في القطاع.

وحول الصور الميدانية أوضح أبو سنينة في حديث لموجة "غزة الصامدة .. غزة الأمل "أن المستشفى مكتظ ويكافح من أجل توفير الرعاية الكافية للمواليد والأمهات، مشيراً أن النساء الحوامل اللواتي لم يستشهدن بسبب القذائف والغارات في المدينة،أو لم يتمكن المرض والجوع والعطش من القضاء عليهن، فيمكن للولادة أن تفعل ذلك في ظل هذه الظروف.

وحول السعة السريرية الفعلية للمستشفى قال أبو سنينة  أنها تبلغ  40 سرير،و حضانة للاطفال والخدج تحتمل 10 حاضنات تكفي فقط لرفح في الوضع الطبيعي واليوم يوجد  50 الف سيدة حامل برفح.

ونوه إلى ولادة ما يزيد عن 2000 امرأة شهرياً وهذا ما يلزمه كادر طبي ومستلزمات كثيرة وغير متوافر.

وقال أبو سنينة " المستشفى يقترب من الانهيار وجميع الكوادر الطبية أنهكت، حيث يقوم  المستشفى في اليوم الواحد : بمعاينة 400حالة مرضية، ويجري ما يزيد عن 30 عملية جراحية و 70 حالة ولاة و يلزم 100 ملقط للسرة يومياً وهي من أبسط المتطلبات وغير متوافرة."

وحول العمليات القيصرية قال لا يمكن إجراؤها  بدون مخدر لكن نوعية المخدر هي التي تشكل الخطر،من حيث النوع المتوافر أو إجراء بنج نصفي فقط.

وأشار أبو سنينة الى ارتفاع عدد حالات الاجهاض نتيجة الحرب المسعورة والأوضاع البيئية الكارثية، موضحاً"بعض الحالات تلد على الأرض وعلى الكراسي، وحتى داخل السيارة قبل الوصول الى المشفى".

وتحدث أبو سنينة عن ارتفاع حالات الولادة المبكرة في الشهر السابع والثامن من الحمل نتيجة الخوف والقلق لدى الأمهات.

وأكد أبو سنينة عدم  وجود العناية المركزة بالمستشفى ما يرفع خطر الوفاة،ولا يمكن  تحويل المرضى بسبب حصار الاحتلال لمستشفى ناصر الطبي.

واضاف ان المستشفى يعيش بمرحلة يفقتر فيها لشراشف الأسرة أو أبسط  المستلزمات الطبية كالخيوط، ولم تلقَ  المطالبات الحثيثة بادخال الادوية وانشاء المستشفيات الميدانية واحضار الطواقم أي استجابة .

 

تصميم وتطوير