الخبير في شؤون الأونروا سامي مشعشع يقدم قراءة تحليلية عبر "وطن"

الإنزالات الجوية والميناء الأمريكي العائم وتعليق التمويل، محطاتٌ فاصلةٌ لإنهاء الأونروا

10.03.2024 10:40 PM

وطن للانباء: أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن عمليات الإنزال الجوي العشوائية للمساعدات الإنسانية، تسببت في استشهاد 5 مواطنين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وعدد من الإصابات عندما وقعت على رؤوس المواطنين نتيجة الإنزال الخاطئ.

وفي تعليقه على ما حدث يقول الخبير في شؤون الأونروا سامي مشعشع، إن الإنزال الجوي للمساعدات الانسانية مشبوه، ويتم دون التنسيق مؤسسات الأمم المتحدة، وتحديداً الأونروا، ولا يتجاوز كونه فرصة لالتقاط الصور، أو لاسترضاء الجماهير في الدول المشاركة في الإنزال الجوي، وشريحة من الناخبين الأمريكيين، لا سيّما بعد تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، وأجريت قبل عدة أيام في مرحلتها الأولى.

الإنزال الجوي لما يشبه المساعدات الانسانية غطاءٌ للإبادة الجماعية
ويضيف أن الإنزال الجوي لما يشبه المساعدات الانسانية، يشكل غطاء للإبادة الجماعية من خلال التجويع، وتعتبر من أبشع أشكال الإبادة وأكثرها قذارة في التاريخ الانساني، مشيراً إلى تحليق الطائرات بشكل غبي في سماء القطاع، في ذات الوقت الذي ترمي فيه مقاتلات الاحتلال الحربية حمم الموت على ساكنيه. 

الرصيف الأمريكي العائم مسرحية جديدة لإنهاء الأونروا في قطاع غزة

من جهة أخرى يشير مشعشع إلى تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والمفوضية الأوروبية بخصوص الرصيف الأمريكي العائم على ساحل بحر غزة، ويتوقع البنتاغون أن يستغرق إنشاء الرصيف العائم الذي سيتم استخدامه لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية عن طريق البحر إلى غزة شهرا واحدا على الأقل أو ربما شهرين، حتى يتمكن الجيش الأمريكي من بناء وتشغيل الرصيف العائم بكامل طاقته.

ويُرجح مشعشع أن تكون مسرحية الرصيف الأمريكي العائم، حلقة جديدة تُضاف إلى حلقة الإنزالات الجوية للمساعدات الانسانية، لإنهاء الأونروا في قطاع غزة، ويتساءل: كيف سيتم تنزيل المساعدات؟ ومن سيستلمها؟ وكيف سيتم توزيعها؟ وأين، في أي المناطق؟ وما دور الأونروا في ذلك في ظل الأنباء التي تتوارد عن إحتمالات التعاون مع مؤسسات غير حكومية ومقاولين محليين أو مع عشائر القطاع؟

ويضيف: "تفتيت آليات المساعدات، وتحويل قطاع غزة إلى مربعات أمنية وانسانية، خطوة مكشوفة للقضاء على الأونروا وإنهاء عملها في قطاع غزة، لا سيّما وأنها تمتلك قاعدة بيانات ووسائل للتواصل مع المُستحقين، وجيشاً مستعداً من العاملين في مجال الإغاثة".  

ويرى الخبير في شؤون الاونروا سامي مشعشع ميناء أمريكا العائم، ميناءً للتهجير ليس إلا، فمن يريد إغاثة 120 ألف أسرة تعيش مجاعة حقيقية في مناطق شمال غزة، بإمكانه الضغط على إسرائيل لفتح معابر القطاع البرية، وعددها 7 معابر، والسماح بتدفق المساعدات الانسانية بشكل آدمي ومنطقي، وبما يتناسب مع الاحتياجات الانسانية المتزايدة، بسبب استمرار العدوان وتعمق كارثة النزوح.

أمريكا وإسرائيل وشيطنة الأونروا
ويقول في حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن قطار إنهاء الأونروا في غزة يسير بشكل سريع، بعد أن قطعت إسرائيل وحليفتها أمريكا شوطاً كبيراً في شيطنة الأونروا.

ونشرت وكالة "رويترز" الإخبارية تفاصيلاً اطّلعت عليها من تقريرٍ لـ"الأونروا"، أعدته في شباط الماضي، رداً على الاتهامات الإسرائيلية، يتضمن رواياتٍ لفلسطينيين بينهم موظفون في الوكالة الأممية، بشأن تعرضهم لما وصفه التقرير بـ"معاملة سيئة في السجون الإسرائيلية، وتعرضهم لضغوطٍ من السلطات الإسرائيلية ليصرحوا كذباً بأن للوكالة صلاتٌ مع حركة حماس، وأنّ موظفين فيها شاركوا في أحداث السابع من أكتوبر الماضي 2023".

على حق العودة السلام
ويضيف مشعشع: "النصر الاستراتيجي من وجهة النظر الإسرائيلية هو القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وشطب حق العودة يتطلب إنهاء الاونروا في غزة، وطردها من القدس، وتحويلها لمؤسسة شبه إغاثية في الضفة الغربية، وتنموية في الخارج تساهم بتوطين اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا، وعند هذه الحال على حق العودة السلام.

غيابٌ فلسطيني
ويجري كل ذلك وسط غياب رسمي وشعبي ونقابي فلسطيني، للالتفاف حول الاونروا، وهي المؤسسة الأممية الوحيدة الشاهدة على نكبة الفلسطينيين وحق عودتهم، وفقاً لضيفنا. 
 
إعلانات استئناف التمويل الكندية والسويدية مُهينة
من جانب آخر يصف إعلان الحكومة السويدية، أمس السبت، استئناف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والإعلان الكندي المماثل قبل عدة أيام، بالإعلانات المهينة، مشيراً إلى أن انجرار الدولتين "كندا والسويد" وراء الإعلان الأمريكي تعليق التمويل للأونروا، بناءً على المزاعم والاتهامات الإسرائيلية لـ12 موظفاً في الأونروا، بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

ويشير إلى أن الدول الداعمة تعمدت الإبقاء على الاونروا مهزوزة وضعيفة مالياً، ليتسنى لها تفتيتها وإنهاء عملها لاحقاً، ويقول إن الأونروا تحتاج إلى مليار ونصف المليار دولار سنوياً لتقديم خدماتها، لم تحصل إلا على ثُلث المبلغ المطلوب خلال العام الماضي 2022.

الفلسطينيون سيدفعون ثمناً سياسياً كبيراً
ويختم بالقول: "إن لم يتم تمكين الاونروا مالياً وسياسياً، ستكون هناك مؤسسات أو جهات أخرى ستقوم بدور الإغاثة والإيواء في قطاع غزة، ولكن سيدفع الفلسطينيون ثمناً سياسياً كبيراً".

تصميم وتطوير