أربعة أشهر من اغتيال الروح وكسر الإرادة

"منذر عميرة" شهادة عبر "وطن" على عصر الجريمة الإسرائيلية المُرَكَبة بحق الأسرى، منذ السابع من أكتوبر

06.03.2024 11:35 PM

وطن للانباء: ما بين اعتقال مفاجئ وإفراج مفاجئ، عاش الأسير المحرر، المنسق العام للجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية منذر عميرة أربعة أشهر في سجون الاحتلال، كان شاهداً فيها على أسوأ فترة تعيشها الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، وشاهداً على الجريمة الإسرائيلية المُرَكَبة بحق الأسرى، منذ السابع من أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى).

وأُفرج عن عميرة يوم الخميس الماضي ووافق 29 شباط 2024 بشكل مفاجئ، رفقة 40 أسيراً إدارياً، أفرجت عنهم سلطات الاحتلال دون سابق إنذار.

محاولات للانتحار جراء التعذيب النفسي الشديد 
"أربعة أشهر من اغتيال الروح وكسر الإرادة" يقول عميرة، الذي فقد من روحه الكثير عندما شهد محاولة اثنين من الأسرى الانتحار في قسم رقم 2 بسجن عوفر "غرب رام الله"، جراء التعذيب النفسي الشديد، والضرب والتنكيل، وتعمد الإذلال وامتهان الكرامة.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تتعرض الحركة الأسيرة لانتهاكات جسيمة، على مستوى حقوق الانسان وحقوق الأسرى، التي نصت عليها المعاهدات والمواثيق الدولية.

"السابع من أكتوبر" تاريخٌ فاصلٌ في مسيرة الحركة الأسيرة
يُجزم عميرة بأن الاحتلال سحب منجزات الحركة الأسيرة كاملة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وعميرة ليس حديث العهد بالأسر، حيث تعرض للاعتقال أكثر من مرة، ولكن تجربته الاعتقالية الأخيرة، أثبتت بأن الاعتقال ما بعد السابع من أكتوبر ليس كأي اعتقال سابق لهذا التاريخ الفاصل في تاريخ سعي الشعب الفلسطيني للحرية وللخلاص من الاحتلال.

يقول عميرة الذي فقد قرابة 30 كيلو غراماً من وزنه خلال تجربته الاعتقالية الأخيرة، في حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن ما تبقى للأسير من مُجمل انجازات الحركة الأسيرة التراكمية، وانتزعتها بدمها ولحمها الحي، غرفةٌ من الإسمنت وفرشةٌ لا يتجاوز سُمكها 5 سم، وبطانية وفرشاة أسنان، وما عدا ذلك من حقوق ومنجزات يُعتبر ترفاً وكماليات.

وحدة الـ"كيتر".. وحشيةٌ غير مسبوقة
ويؤكد أن أي محاولة للاعتراض والرفض لأي سلوك إجرامي إسرائيلي بحق الأسرى، تُقابل بوحشية غير مسبوقة، مشيراً إلى استحداث وحدة قمع جديدة تعرف باسم الـ"كيتر" مدعومةٌ بكلاب بوليسية شرسة، تُضاف إلى وحدات القمع المعروفة في السجون.

مشهد الصباح والمساء داخل أقسام السجون "عزلٌ وسحلٌ وضربٌ وقمع"
وبعد السابع من أكتوبر الماضي، حلّت إدارة مصلحة السجون التنظيمات، وأصبح مشهد التنكيل بالأسرى مشهد الصباح والمساء داخل أقسام السجون، "عزلٌ وسحلٌ وضربٌ وقمعٌ، هذه تفاصيل حياة الأسرى اليومية" يقول عميرة، ويشير إلى أن ممارسات الاحتلال الهمجية بحق الأسرى، أدت إلى ارتقاء 12 شهيداً داخل السجون، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ويُتابع: فقد 12 أسيراً منذ السابع من أكتوبر الماضي، يثبت أن الحركة الفلسطينية الأسيرة حركة عظيمة، لا تُكسر بسهولة ويُسر، فممارسات الاحتلال الوحشية بحق الأسرى كفيلة بأن تودي بحياتهم جميعاً دون استثناء.

رسالة الأسرى أمانة في الأعناق
المُثقل بآهات وعذابات الأسرى يقول: يجب أن تصل رسالة الأسرى رغم أنف وكيد السجان، للضمائر الحية، وللقيادة الفلسطينية، وللفصائل والأحزاب والقوى الوطنية بأن يتحدوا ويجتهدوا لتفعيل قضية الأسرى، وللمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر، التي تخلت عن مهماتها تجاه الأسرى وخانت مبادئها، بانصياعها لإملاءات الحكومة الإسرائيلية، داعياً للعمل بشكل جماعي وجدّي لوقف الجريمة الإسرائيلية بحق الأسرى.

ويختم بالقول: "في مقابر الأحياء يُربي السُجناء الأمل"، ويضيف: "لن نُكسر ولن يهزمنا عدونا مهما تجبر".

تصميم وتطوير