أخصائي التنمية البشرية د. حسن مفارجة لوطن: الحرب على غزة كشفت لنا ضرورة تعزيز التربية الانفعالية العاطفية لدي اجيالنا لبناء مجتمع متماسك ومهتم بقضاياه

06.03.2024 02:56 PM

رام الله – وطن: ألقى العدوان على غزة، بإبعاد نفسية ليس فقط على أهالي القطاع، بل على كل المتابعين لمجريات الحرب ومشاهد المجازر، لكن خبراء علماء النفس يرون ان التأثر الانفعالي مع مجازر العدوان خفتت مع مرور لوقت، فما أسباب ذلك وكيف يمكن مواجهته.

وقال الأخصائي في التنمية البشرية د. حسن مفارجة ان ما جرى في قطاع غزة يعد بمثابة صدمة، أسقطت معها المنظومات الاخلاقية والمنظمات الأممية، ومنها مثلا أهداف الأمم المتحدة للألفية الثالثة والتي تمحورت حول عدم التخلي عمن لا يجد الطعام والشراب والمسكن، كما جرى في غزة، التي فقدت أساسيات الحياة، وباتت أقرب للعدم، وهذا ظهر في استشهاد الأطفال والمواطنين جوعا.

وقال مفارجة ان التفاعل مع الصدمة كالتي حدثت في غزة، تكون في البداية قوية، لكن مع مرور الوقت يحدث انسجام مع الحدث وبرود وتجرؤ على المشاهد والمجازر، ولذلك نحن اليوم نرى اخوتنا في غزة يتعرضون لأبشع أنواع المجازر في التاريخ، ومع ذلك ردة فعلنا كشارع عربي وفلسطيني، ليست بالمستوى المطلوب،

وأرجع مفارجة ذلك الى تغييب التربية الانفعالية والعاطفية عن اجيالنا، وهو جزء من المسؤولية الملقاة على نظامنا التعليمي.

وشدد مفارجة خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية على ضرورة تعزيز التعاطي العاطفي لدى أطفالنا قائلا "لا يمكن أن نُخرج مجتمع من أزماته بالتعليم المعرفي فقط، بل يجب أن يتعلم الطلاب كيفية التعاطي والتعاطف مع القضايا المحيطة دون أن يكونوا مفصولين عن واقعهم، ولذلك فاليوم أقل القليل الذي من الممكن أن نقدمه في هذه الحرب أن نتعاطف مع الواقع والحالة الفلسطينية".

ولفت مفارجة ان البعد الانفعالي والعاطفي يعد من أساسيات المخرجات التعليمية، ويتطلب تعميمه والتركيز عليه لأهميته، ليكون بديلا عنه التعليم البنكي الذي أغفل عواطف أبنائنا، وتسبب بتبلدها.

ولفت مفارجة ان فصل الأطفال والعائلات عن الواقع، يخلق ابعاد نفسية خطيرة، تتسبب في حالة انسلاخ وفصل لتلك العائلات عن مجتمعها وواقعها.

وقال مفارجة "إذا أخرجت طالب ومن المدرسة او الجامعة وهو مفصول عاطفيا وانفعاليا مع واقعه ومجتمعه فإنك بذلك تكون قد انتجت انسانا مشوها يتعامل مع قضاياه بشكل سيء ولا ينتمي للوطن".

وقال مفارجة ان ما يجري في غزة يجب ان يعلمنا كيفية بناء مجتمع متماسك بكل مؤسساته واركانه، بحيث يكون مستعدا لأي طارئ، ومنها ان تعزيز ثقافة الخدمة الاجتماعية.

ودعا مفارجة وزارة التربية والتعليم الى ادخال مناهج إدارة الذات لطلابنا والتفكير في المستقبل وتعليم الريادة وكيفية إدارة الأمور بطريقة ريادية بعيدا عن التعليم البنكي، وحشو المعلومات.

تصميم وتطوير