المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات يجيب عبر "وطن"

وسط تفاؤل أمريكي.. هل ستسفر مفاوضات القاهرة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؟

03.03.2024 07:27 PM

وطن: قالت مصادر أمنية مصرية لوكالة"رويترز"، أمس السبت، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من المقرر أن تُستأنف اليوم الأحد في القاهرة.

وأضافت المصادر أنّ "الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في غزة وإطلاق سراح الأسرى"، موضحةً أنّ إتمام الصفقة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شمال قطاع غزة وعودة سكان مناطق الشمال إلى منازلهم.

لماذا تلجأ "إسرائيل" لرفع التصعيد العسكري في غزة، مع كل جولة مفاوضات جديدة؟

وترتفع وتيرة القتل في القطاع، كلما دار أي حديث عن جولة مفاوضات جديدة، وفي تفسيره لذلك يقول المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات، إن الاحتلال يلجأ لاستخدام استراتيجية القتل والتدمير كجزء من العملية التفاوضية، لاعتقاده بأن الضغط على الحاضنة الشعبية والمجتمعية للمقاومة، من شأنه أن يزيد الضغوط على المقاومة، لخفض سقوف التفاوض.

هل ستنجح أمريكا بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مع حلول شهر رمضان؟

وخلال الأسبوع الأخير ارتفعت وتيرة تصريحات المسؤولين الامريكيين، وعبروا فيها عن آمالهم بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بحلول شهر رمضان، بدءً من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال في تصريحات للصحافة الامريكية بقرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بينما كان يأكل البوظة في الوقت الذي يموت الناس في جوعاً في غزة، مروراً بتصريحات مماثلة لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، وغيرهم من المسؤوليين السياسيين الأمريكيين.

من جهته يشير المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات، إلى عدم جدية الولايات المتحدة الامريكية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويقول إن الهدف الأمريكي الإسرائيلي المشترك، يتمثل بترميم معادلة الردع وعودتها إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى).  

ويضيف في حديثه لموجة "غزة الصامدة غزة الأمل" وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية: "أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل"، في إشارة إلى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، لا تعبر عن موقف أمريكي جاد لوقف إطلاق النار في غزة، موضحاً أن أمريكا تسعى لإنجاز هدن إنسانية مؤقتة، لاعتبارات متعددة، اهمها الانتخابات الأمريكية، والحرج الامريكي المتزايد داخلياً وخارجياً بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، إضافة إلى انعاكاسات حرق العسكري التابع للقوات الجوية الامريكية آرون بوشنل لنفسه أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ويتابع: "إن أرادت أمريكا وقف إطلاق النار في غزة لفعلت".

هل ستتجه إسرائيل لتفجير مسار المفاوضات في القاهرة؟

وعن احتمالات التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، يقول بشارات إن المسار التفاوضي يحمل الكثير من المتغيرات، ويخضع لعديد الاعتبارات، أهمها ضمان إسرائيل أن تتجاوز بند وقف الحرب، أو أن تفضي الهدن المؤقتة لوقف كامل لإطلاق النار، وفي غير هذه الحالة يرجح بشارات أن تتجه إسرائيل لتفجير مسار المفاوضات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يشير ضيفُنا إلى حسابات الميدان أيضاً، وتعتبر العوامل السابقة مجتمعة عوامل متحركة وليست ثابتة، لذا فإنه من غير السهل الإجابة عن نتائج مسار المفاوضات في القاهرة، رغم إدراك الجانبين الامريكي والإسرائيلي لمخاطر استمرار العدوان خلال شهر رمضان القادم.

وأكدت مصادر مطلعة وصول وفود حركة حماس وقطر والولايات المتحدة الأميركية إلى القاهرة، لعقد اجتماع بين الوسطاء بغرض تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بينما قالت إسرائيل إنها لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية، إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين بغزة، الذين ما يزالون على قيد الحياة.

غانتس يزور واشنطن دون موافقة نتنياهو، والخلافات داخل مجلس الحرب تتسع

وفي سياق آخر يزور الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، العضو في كابينيت الحرب، العاصمة الأميركية واشنطن، لعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين أميركيين، دون موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على الزيارة، وفي تعليقه على الزيارة يقول بشارات إن الخلافات داخل مجلس الحرب في دولة الاحتلال تتسع، مشيراً إلى تشابك الخريطة السياسية الإسرائيلية الحالية.

ويوضح بشارات أن أمريكا كانت حريصة عند تشكيل مجلس الحرب في إسرائيل على وجود بيني غانتس وغادي آيزنكوت ضمن تشكيلة المجلس، واستبعاد إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش منها، وذلك ضمن "الرؤية الأمريكية العقلانية" لمجلس الحرب الذي يقود الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مُعتبراً وجود الرجل "غانتس" ضمن تشكيلة مجلس الحرب، جزءً من ورقة الضغط الأمريكية على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ونجح غانتس باستثمار الحالة السياسية في الشارع الإسرائيلي، واستمالة عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وفقاً لضيفنا.

تصميم وتطوير