مركز ضحايا التعذيب لوطن: هناك حاجة لتقديم الإسعاف النفسي الأولي لمعالجة الآثار النفسية للعنف والتعذيب الممارس بحق المواطنين في قطاع غزة

29.02.2024 02:03 PM

 رام الله – وطن: قال الاخصائي النفسي الاكلينيكي والمدير العام لمركز ضحايا التعذيب خضر رصرص أن أشكال العنف الممارسة في قطاع غزة هي جريمة حرب من أوسع نطاق.

وقال رصرص "عندما يقع التعذيب في الحرب يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي، وعندما يقع وقت السلم يعتبر جريمة ضد الإنسانية"، لافتا ان ما يمارسه الاحتلال من تعذيب جسدي ونفسي جرى توثيقه عبر الشهادات، يكشف انتهاكا لكل القوانين.

وقال رصرص خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" عبر شبكة وطن الاعلامية ان جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم وفق القانون الدولي ولذلك يجب الاستمرار في توثيقها رغم الألم، على أمل ان يتم تقديمها لاحقا في مرافعات قانونية وقضائية.

ونوه رصرص أن التعذيب يترك ظلالا ثقيلة جدا على شخصية الضحية فهي مجموعة من الذكريات المظلمة الحالكة التي عادة لا يستطيع الشخص نسيانها وأحيانا تكون لديه صعوبة كبيرة في تجاوزها ووقف تدفقها المسموم على شخصيته وداخل نمط تفكيره.

وحذر رصرص من الآثار النفسية المترتبة على الاعتداءات الجسدية والنفسية المرتكبة بحق المعتقلين والمعتقلات في قطاع غزة مؤكدا انها تظهر فداحة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين لاسيما الاطفال والنساء ناهيك عن صعوبة ووقع هذا التعذيب على الرجال.

ولفت رصرص ان التعذيب يؤدي الى ظهور اضطرابات نفسية وعلى رأسها الإجهاد النفسي الحاد، وحالة من الضغط النفسي المزمن الذي يعيشه الكل الفلسطيني بدرجات متفاوتة وقد يترتب على ذلك بعد انتهاء الحرب بروز أعراض كرب ما بعد الصدمة والتي ستكون من النوع الثقيل جدا، وستظهر أعراضه على مختلف انماط الحياة.

وشدد رصرص أن ما يمكن عمله الآن هو الإسعاف النفسي الأولي كما هو الحال بالنسبة للإسعاف الجسدي الاولي، بمعنى إعطاء فرصة للناس لتدرك ما حدث وما يحدث وتشجيعهم على الاستمرار في السعي للبقاء على الحياة رغم كل الظروف الصعبة، فهم فعلا يسعون للحفاظ على حياتهم في ظل انعدام كل مقومات الحياة علما انهم يتنقلون من مكان الى آخر بحثا عن الأمان والغذاء.

وحذر رصرص من تبعات العنف والتعذيب، لافتا " كما هو معروف ان من يمارس عليه العنف تزيد لديه القابلية في ممارسة هذا العنف على الآخرين بغض النظر عمن هم أشخاص أو البيئة المحيطة أو الحيوانات الاليفة ولكن نحن في مرحلة يصعب التكهن باتجاه سلوك الأشخاص لان هذا بالأغلب سيعتمد على التغيرات البيئة التي ستحدث بعد انتهاء الحرب".
وأوضح رصرص ان مركز ضحايا التعذيب يحاول تقديم التدخلات رغم كل الصعوبات عبر تفعيل الخط الساخن من قبل العدوان على قطاع غزة وتم توسعة نطاق هذا الخط.
وأضاف "نستقبل عددا كبيرا من الأشخاص الذين يتواصلون معنا بهدف طلب المساعدة النفسية والعون والدعم النفسي الضروري، ناهيك عن الانتكاسات المرضية النفسية التي كانت عند بعض الأشخاص قبل العدوان وتفاقمت خلاله".
وتابع "بالتنسيق مع برنامج غزة للصحة النفسية نقوم بتقديم الاستشارات النفسية والدعم النفسي للمتضررين عبر أخصائيين وأطباء نفسيين وتقديم التدخلات الطبية في ظل نقص الادوية لبعض الحالات المرضية والبحث عن ادوية بديلة في ظل الظروف المعقدة هناك".

تصميم وتطوير