الاعلامية هالة شحادة ترصد لوطن الحالة الإنسانية والمعيشية شمال قطاع غزة.. "نعيش حياة أصعب من الموت"

26.02.2024 02:04 PM

 وطن: يواصل جيش الاحتلال تشديد خناقه وحصاره على شمال قطاع غزة منذ بداية عدوانه في السابع من اكتوبر، فبات نحو 600 ألف مواطن في سجن بلا ماء ولا غذاء وسط قصف متواصل وانتشار الأمراض والأوبئة.

الإعلامية والناشطة وصانعة المحتوى هالة شحادة من شمال غزة كتبت قبل أيام "بعد مائة وتسعة وثلاثين يوما حصلنا على البطاطس، رائحتها عفنة كخذلان العرب وطعمها سيء كصمت هذا العالم لكنها احدى الطرق في سد هذا الجوع."

كلمات الاعلامية شحادة التي سرقت حروب الاحتلال السابقة زوجها ورفيق دربها الزميل الصحفي خالد حمد اثناء تأديته لمهمة صحفية، ماهي الا نقطة في بحر الظلمات التي يواجهها سكان غزة خاصة في الشمال.

وتعد شحادة واحدة من الاف المواطنين في الشمال، الذين آثروا عدم النزوح الى الجنوب والصمود في منازلهم في معسكر جباليا الا ان قصف الاحتلال المتواصل دفعها أن تنزح لأكثر من 13 مرة داخل منطقة الشمال.

وقالت شحادة خلال حديثها لموجة "غزة الصادة.. غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الاعلامية، " لقد خسرت بيتي واشقائي مع بداية الحرب ونزحنا من مكان لآخر رغم أن فكرة النزوح بحد ذاتها مرعبة لأنها تتم تحت القصف وضمن دقائق معدودة ومن حالفه الحظ يخرج بحقيبة تحمل مالا."

وأوضحت أن النزوح في كل يكون أصعب من سابقاته، وأن النزوح الى الجنوب يعد مخاطرة كبيرة نظرا لوجود حاجز لجيش الاحتلال يطبق الخناق على الشمال.

وقالت: "نعيش على فكرة انه لا يوجد نهار آخر سيطل علينا".

وحول دخول المساعدات الى شمال غزة، بينت شحادة أن هذه المساعدات شحيحة والاحتلال يمنع دخولها وفي حال دخول بعضها يتعمد جيش الاحتلال قصف المنطقة التي تصل اليها الشاحنات رغم التنسيق المسبق لدخولها، فارتقى العديد من الشهداء أثناء وصول شاحنات المساعدات.

التجويع أصعب من الموت

حذرت منظمات دولية عديدة من اقتراب غزة من المجاعة الحقيقية، وحول صورة الوضع تنقل لنا شحادة معاناة هؤلاء المواطنين في ظل حصار الاحتلال، وتقول: "الأسواق خالية ولا أستطيع تأمين أبسط الأشياء لطفلتي ما يشعرني بالعجز وليس لدي من يساعدني، فكلنا أصبحنا نعاني من فقر الدم وهبوط الوزن والشحوب، ونبقى أيام بلا ماء صالح للشرب فنضطر لشرب المياه المالحة نظرا لصعوبة الحصول على المياه الصالحة، لأن الوصول الى مصدر هذه المياه يحتاج قطع مسافة طويلة والاصطفاف في طوابير أطول.. كثير من الأمور كنا لا نقوم بها نحن النساء الان أصبحت عادية."

وتابعت "مراكز الإيواء غاية في الصعوبة والانسان يفقد خصوصيته، فضلا عن كمية الأوبئة والأمراض المنتشرة خاصة مرض الكبد الوبائي بين الاطفال، ومن هنا شعرت أنه من واجبي أن أكتب وإظهار الوجع والخوف والألم للعالم مع علمي أنه لن يحرك شيء".

وأكدت "أن سكان الشمال يدفعون ضريبة بقائهم فيه، وأن العيش في غزة جهاد فما يعيشه أهل الشمال أصعب من الموت، فمن يموت ينتقل الى حياة أخرى بلا ظلم".

وأضافت "نحن نرى الأطفال يشعرون بالجوع ونعجز عن عمل شيء فهذا أصعب من الموت".

المرأة والفقد

المرأة تحديدا في منطقة غزة تعيش صراع وظروف هي الأسوأ مقارنة بباقي مناطق العالم، خاصة عندما تعاني من فقد الزوج او الابن، قائلة "انا لست قادرة على تأمين كيس طحين وليس عندي رجل يحضره لي" وأشعر بالألم وأنا أرى طفلتي تعاني مقارنة مع اطفال العالم.
وذكرت أن مراكز الإيواء لا يوجد حمامات خاصة بالنساء أو بالرجال وانما نصطف معا ما شكل لي صدمة، وليس لدينا خيار أو ان نبدي تمرد فمجرد الاختيار بين الأشياء أصبح رفاهية افتقدناها.
صورة وخوف
قبل الحرب وفي حياة طبيعية التقطت الإعلامية شحادة صورة تجمعها بوالدتها وطفلتها وهما محور حياتها خاصة أنها مهتمة بالتصوير، وقد انتظرت مناسبة لنشر هذه الصورة كيوم الأم الا أن الحرب أثارت مخاوفها فنشرت تلك الصورة وخوف الفقد يمتلكها.

تصميم وتطوير