المحلل السياسي جهاد حرب لوطن: نتنياهو يحاول التلاعب بالادارة الأمريكية والمجتمع الاسرائيلي من خلال تصريحاته عن "وثيقة النصر" المزعومة

23.02.2024 06:23 PM

وطن: قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رؤيته السياسية لما بعد الحرب في غزة، إلى مجلس الوزراء الأمني، وتتضمن مراحل ثلاثة؛ قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى.

وبحسب الوثيقة المقدمة، سيقوم الاحتلال في المرحلتين القصيرة والمتوسطة بإغلاق الجنوب على الحدود بين مصر وغزة، وسيحافظ على حرية العمل العسكري في المنطقة إلى أجل غير مسمى، كما تتضمن الرؤية تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وتسليم القطاع لحكومة بخبرات محلية لا تتبع أي دولة أو تنظيم أو فصيل مقاوم، ولا تتلقى منها أي أموال.

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي جهاد حرب، أن هذه الوثيقة لم تأتِ بجديد فهي عبارة عن مجموعة من تصريحات لنتنياهو  قالها خلال الاربع اشهر السابقة، وهو لم يتحدث عن اليوم التالي وإنما يتحدث عن اليوم الحالي المتعلق بتحقيق أهداف الحرب المتمثلة بالقضاء على المقاومة وعودة المتحجزين وألا يشكل قطاع غزة تهديداً للاحتلال، وبالتالي فإن نتنياهو يحاول التلاعب بالادارة الأمريكية والمجتمع الاسرائيلي.

وأضاف حرب في حديث لموجة "غزة الصامدة ..غزة الأمل" "فيما يخص المبادئ العامة التي جاءت بهذه الوثيقة فهي لاتزال مبادئ وليست خطة، كما أن الوثيقة تحتوي على نية "اسرائيل" للسيطرة والهيمنة على قطاع غزة والضفة الغربية براً ويحراً وجواً، وهذا يعني استمرار الاستعمار الاسرائيلي للأرض الفلسطينية وهذا ما يريده نتنياهو  الذي يعلن وثيقة النصر دون أن يحقق أياً من الاهداف التي تحدث عنها."

وأشار حرب الى أن ما يحدث في الداخل الإسرائيلي من احتجاجات ومطالبات بعودة المحتجزين بما في ذلك الاحزاب المعارضة التي تشارك بالمظاهرات التي تطالب برحيل حكومة الاحتلال، لكن مع ذلك كله فإن الإسرائيليين لا يزالون يؤيدون الحرب، لكنهم يدركون أن تغيير المعادلة أو تغيير أولويات أهداف الحرب التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال فيها ثمن يجب أن تدفعه الحكومة وهو ما يعني وقف الحرب إذا أرادوا اطلاق سراح المحتجزين. 

وتوقع حرب دخول "الهستدروت" في معركة اقتصادية ضد نتنياهو بسبب الخسائر الاقتصادية ودعماً لأهالي المحتجزين الاسرائيليين.

وبخصوص صفقة التبادل قال حرب إن رد المقاومة والاحتلال جاء مضاعفاً، ومهمة الوسطاء هو تقليص الفوارق بين الطرفين وتغيير في الأولويات والمسألة في التفاوض خاضعة للتحرك في الخطوات في المراحل الثلاث بمعنى يمكن أن يحدث تغييرات على توقيت الخطوات المتفق عليها بتأجيل تنفيذ بعض قرارات المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية وهكذا دون المس بالخطوط العريضة للصفقة.

 

 

تصميم وتطوير