الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين لوطن: الاحتلال يسعى إلى مزيد من التصعيد بالضفة ضمن حرب استنزاف طويله هدفها تهجير الفلسطينيين

23.02.2024 01:53 PM

رام الله - وطن: دفعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمخطط لبناء 3,344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، عقب جلسة عقدها نتنياهو لبحث المخطط المقدم من وزير مالية الاحتلال سموتريتش.

وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو تحاول أن تفرض سياستها على واقع الضفة الغربية، وهذا ما صرح به سموترتش وبن غفير عدة مرات بشأن تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية بالكامل بقولهم إنه لم يعد هناك داع للسلطة الفلسطينية، لكن نتنياهو يختلف معهم ويهدف الى إعادة تشكيل الواقع وتغيير مهام ووظائف السلطة الفلسطينية لتصبح مجرد بلدية كبرى تقوم بمهام شرطية وليس مهمة أمنية بما في ذلك في المناطق المسماة "أ".

وأوضح شاهين في حديث خاص لموجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن الضفة الغربية تشهد حرب استنزاف كاملة تطال المجتمع الفلسطيني برمته من خلال عمليات تجريف الأراضي وتدمير البنى التحتية خاصة في المخيمات الفلسطينية في نابلس وجنين وطولكرم وهذا دليل على أن الاحتلال يسعى لتبديد مقومات الحياة في الضفة الغربية، وضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، وكل ذلك يخلق بيئة طاردة للحياة وتهجير قسري للفلسطينيين.

وقال شاهين أن ما يحدث بالضفة هو حرب استنزاف بالتقسيط تنهك القطاع الخاص وخاصة المنشآت الصغيرة*، وشركات الكهرباء والمياه والسلطة الفلسطينية بمؤسساتها والبلديات والمجتمع بأكمله وكل من هو معني بإصلاح ما تم تدميره وهذا واضح ومستمر.

وبين شاهين أن تقييد حرية حركة الفلسطينيين ومنع وصولهم للمسجد الأقصى يشير أن هذه الحرب ستتصاعد في الأيام القادمة وستشهد ازدياد اعتداءات المستوطنين وازدياد عمليات المقاومة، على غرار عملية الأمس قرب حاجز الزعيم، التي تعد مؤشرا لما قد يحدث مستقبلا.

وأشار أن المقاومة الفلسطينية ليست موسمية متعلقة بحدث ما وإنما هي تراكمية متواصلة خاصة في العامين الماضيين، بل تطورت إلى المقاومة المسلحة عبر مجموعات شبابية منظمة، وبالتالي فإن هذه العمليات تنجح بين الفترة والأخرى لان الناس تتكيف مع الوضع القائم وتستخلص الدروس، لكن بالمقابل سنشهد ديناميكية اسرائيلية تتصاعد أكثر فأكثر مع اقتراب شهر رمضان.

وقال شاهين ان الأوضاع في الضفة ستستمر بعيدا عما يجري في غزة، موضحا " أي هدنة جزئية أو كاملة في قطاع غزة لن تمتد إلى الضفة الغربية التي تشهد تصعيداً مع اقتراب شهر رمضان المبارك".

وفيما يخص صفقة التبادل والمفاوضات التي ستنطلق بهذا الشأن قال شاهين إن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة من الممكن أن تساهم في إعطاء مرونة من قبل المقاومة في مباحثات "صفقة التبادل " لكن يبقى الأمر متعلق بأي مدى سوف تتجاوب "إسرائيل" مع هذه المرونة والموافقة على إطلاق سراح عدد من الأسرى الذين تريدهم المقاومة.

تصميم وتطوير