الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي يقدم عبر "وطن" تقديراً للموقف الإسرائيلي: "لا لدولة فلسطينية بالإجماع"

"حل الدولتين" سرابٌ ومحاولة لشراء الوقت لإطالة أمد العدوان على غزة

20.02.2024 08:17 PM

وطن: وافقت حكومة الاحتلال بالإجماع، على مشروع قرار بعدم الاعتراف بدولة فلسطينية أحادية الجانب، وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل ترفض الإملاءات الدولية" المتعلقة بهذا الملف، وجاء ذلك في سياق رد نتنياهو على ما أعلنته الولايات المتحدة ودول أوروبية، أنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، في خطوة استباقية من شأنها التمهيد لتطبيق حل الدولتين.

الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، يقول في تعليقه على ذلك إن قبول الاحتلال بأي دولة فلسطينية مستقبلية، يعني نسف الرواية الصهيونية حول أرض وجغرافيا "دولة اليهود" من النهر إلى البحر، ويعني أيضاً نفي حق الشعب اليهودي بالضفة الغربية والقدس، مشيراً إلى أن بعض الاوساط الإسرائيلية تتحدث عن "كيانية فلسطينية" أقل من دولة وأكثر من سلطة حكم ذاتي، ولا تتحدث عن دولة فلسطينية مستقبلية بالمطلق.

الحديث الامريكي – الأوروبي عن حل الدولتين حديثٌ فضفاض 
ويقول ياغي إن الحديث الامريكي – الأوروبي عن حل الدولتين حديثٌ فضفاض، موضحاً أن أمريكا وأوروبا تشجعان نتنياهو على اتخاذ هذه المواقف، والاستمرار فيها.

ويشير إلى عدم وجود أي حديث أمريكي أو أوروبي جدي، عن تغيير المشهد السياسي الإسرائيلي، مؤكداً ان أي حديث من هذا النوع يجب أن يكون مدعوماً بقرارات مُلزمة من مجلس الأمن الدولي، وبوقف المساعدات العسكرية الامريكية لإسرائيل، مضيفاً بأن أوروبا ستذهب للحفاظ على مصالحها الاقتصادية مع إسرائيل.

"حل الدولتين" وحسابات الانتخابات الأمريكية
ويرى ياغي أن الحديث الامريكي الأوروبي عن حل الدولتين ليس أكثر من محاولة لشراء الوقت، لحسابات تتعلق بالانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في حزيران القادم.

ويشدد على أن أمريكا لم تستطع، وربما لم تحاول جدياً الضغط على إسرائيل، لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، فكيف لها أن تضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة الغربية، وإجراء أي معالجات سياسية بخصوص القدس، حيث إن سلطات الاحتلال تواصل مساعيها لتهويد لقدس، وتستغل وضع ما بعد السابع من أكتوبر لتكثيف وتكريس واقع التهويد.

ويشير إلى تماهي الموقفين الأمريكي والأوروبي مع الموقف الإسرائيلي، منذ بدابة العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

ما هي نظرية الأمن الصفري؟
ويضيف ياغي في حديثه لموجة (غزة الصامدة غزة الأمل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن إسرائيل ومنذ السابع من أكتوبر تعمل وفقاً للنظرية الامنية الجديدة "نظرية الامن الصفري"، وتعني لا تهديد من غزة ولا تهديد من الضفة ولا تهديد من لبنان، وتعمل على فرض سيطرتها الأمنية الشاملة في قطاع غزة، بدليل بدء شق شارع من ناحال عوز شرقاً وحتى البحر الأبيض غرباً، بهدف فرض السيطرة الامنية الإسرائيلية على القطاع.

ويتابع: رغم فشل مُخطط التهجير القسري لسكان القطاع بسبب صمود الأهالي في قطاع غزة، والموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، إلّا أن الاحتلال سيستمر بتهجير الفلسطينيين طوعاً، بعد تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للعيش، جراء العدوان المتواصل للشهر الخامس على التوالي.

هل سيتسع العدوان على غزة أم سينحسر قُبيل رمضان؟
وعن احتمالات اتساع العدوان أو انحساره قُبيل شهر رمضان، يقول ياغي إن نتنياهو لن يتراجع، وسيواصل العدوان، ولن يذهب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو لتبادل الأسرى، لأن في ذلك نهايته السياسية، وهو من يتطلع ليُسجل اسمه كمنقذِ ومُخَلِصِ لـ"دولة اليهود"، الذي يعيد لها هيبتها وأمنها، وبناءً عليه يستمر تقسيم الأدوار بين إسرائيل وحلفائها، إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، ومواجهة المقاومة الإسلامية في لبنان، بينما تتولى أمريكا وبريطانيا مواجهة جماعة أنصار الله اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق.

تصميم وتطوير