"وطن" ترصد معاناة "سوق السيباط" أول سوق في مدينة جنين.. مهجورٌ ومُعتمٌ بسبب الإعتداءات الإسرائيلية والإهمال

19.02.2024 10:48 PM

وطن: أسست عائلة محمود حثناوي محلها التجاري الأول في العام 1954 في السوق القديم بالبلدة القديمة بمدينة جنين "سوق السيباط"، ويتخصص ببيع الزيوت العطرية والأعشاب الطبية والعطارة، ثم توسعت تجارة العائلة لتشمل البذور والبهارات والمواد التموينية ومحمصاً للقهوة، العائلة التي امتلكت 6 محال تجارية في السوق القديم، إضطرت لإغلاقها باستثناء محل واحد، بسبب الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنين، وإهمال الجهات المُختصة في جنين لشؤون السوق.

"سوق السيباط" 20 عاماً من الإهمال
بدأت معاناة "سوق السيباط" في البلدة القديمة بجنين، منذ اجتياح جنين في العام 2002، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتوالت الأحداث بعد ذلك على المدينة والسوق القديم، الذي عانى على مدار قرابة 20 عاماً من الإهمال، إلى أن أغلقت معظم المحال التجارية فيه أبوابها، وغادرها أصحابها إلى محال جديدة في أحياء مدينة جنين.  

بشير حثناوي مدير شركة الحثناوي للزيوت العطرية يقول إن "سوق السيباط" كان مقصد زوار المدينة خلال القرن الماضي، ولكنه أصبح بفعل الاعتداءات الإسرائيلية والإهمال إلى منطقة شبه مهجورة، ومُعتمة، حتى إن بعض حجارة المحال القديمة سقطت أو إنها آيلة للسقوط الآن، ما يُشكل خطراً كبيراً على من تبقى من أصحاب المحال التجارية في السوق القديم.

انعدام الحركة التجارية والشرائية في السوق
"وبالكاد نرى زائراً واحداً في اليوم الواحد للسوق، وأحياناً لا نرى أحداً يزور السوق"، يقول بشير حثناوي، مشيراً إلى انعدام الحركة التجارية والشرائية في السوق القديم، بسبب الإهمال.

من يتحمل المسؤولية؟ وما المطلوب لإعادة إحياء "سوق السيباط"؟
ويوضح حثناوي أن مسؤولية إعادة تأهيل السوق تقع على عاتق محافظة وبلدية جنين بالمقام الأول، وغرفة تجارة وصناعة جنين في المقام الثاني، إلى جانب أصحاب السوق، مؤكداً ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المذكورة، لتأهيل مداخل السوق وأدراجه، وترميمه وصيانته من الداخل، وتنظيف الأسطح التي امتلأت بالعشب، وتأهيل شبكات الصرف الصحي، في السوق القديم.

ويشير حثناوي في حديثه لـ"نشرة وطن الاقتصادية"، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى انعدام الإنارة داخل السوق، وتحول العتمة السوق إلى مكان موحش في ساعات المساء والليل، ناهيك عن افتقار مداخل السوق لأي لافتات تدل أساساً على وجود السوق، وهو ما يتسبب إلى جاانب العوامل المذكورة أعلاه إلى عزوف أهالي المدينة وزوارها عن ارتياد السوق، ويُضاف إلى ذلك كله التعديات على القانون داخل السوق، ما يجعله مكاناً غير مرغوب فيه للتسوق.

وفي ختام حديثه يشدد حثناوي على ضرورة بذل جهود أكبر، في سبيل إعادة إحياء أول سوق تم تأسيسه وافتتاحه في مدينة جنين.

ويُشار إلى أن كلمة "السيباط" كلمة تركية، تعني السوق المسقوف.

تصميم وتطوير