النزهة الأخيرة.. الاحتلال يقضي على أحلام محمد في استكمال دراسته واللحاق بوالده الى الولايات المتحدة.
القدس - وطن: تحتضن والدة الشهيد محمد الخضور وسادته وتشم رائحته التي تبقت لها من أثر نجلها الشهيد، ابن 17 عاماً، بعد اصابته برصاصة في الرأس أثناء خروجه بنزهة مع ابن خاله في بلدة بدو شمال غرب القدس المحتلة.
وقالت والدة الشهيد محمد الخضور حنان الخضور لـوطن: محمد وقبل ساعات من استشهاده وخروجه من البيت كان يدرس ويحضر لامتحاناته، وفجأة تم اخباري باستشهاده.. لم أصدق في االبداية.
واضافت، بأن "محمد اتصل بوالده قبل خروجه مع ابن خاله للجبل وكأنه كان يودع فينا".. دون مواجهات أو سابق إنذار، خرج لنزهة دون أن يعلم أنها ستكون الأخيرة..
وأكدت بأن محمد خلوقاً وهادياً وطيباً، وكان يتمنى بأن يسافر عند والده إلى أمريكا بعد الانتهاء من الثانوية العامة.
الشهيد الفتى الخضور يحمل الجنسية الأمريكية.. وكان يحلم بالسفر واللحاق بوالده الذي اعتاد العمل في الولايات المتحدة، وذلك بعد تخرجه من المدرسة، رصاص الاحتلال حرمه من تحقيق كل أحلامه البريئة في استكمال دراسة الثانوية العامة والسفر .
وبدوره قال ابن خال الشهيد مالك منصور لـوطن للانباء: خرجنا في مركبة للذهاب إلى مكان آمن وبعيد في الطبيعة للتفريغ عن أنفسنا، لكن سرعان ما قام الاحتلال باطلاق الرصاص على المركبة، ما أدى لاصابة محمد في الرأس، استشهد على إثرها، ما أدى إلى انقلاب المركبة في الوادي أكثر من مرة.
بلدة بدو محاصرة بالجدار والمستوطنات كحال قرى وبلدات شمال غرب القدس مجتمعة، في هذا الواقع، لم يجد محمد سوى الطبيعة متنفساً، فكان المحتل بالمرصاد قاتلا كل أشكال الحياة الطبيعية لدى الفلسطينيين.
يذكر أن عدد شهداء الضفة الغربية قد ارتفع منذ السابع من أكتوبر الماضي الى 393 شهيدا.