"نزفه اليوم للمرة الثانية، الأولى للعرس.. والأخرى للشهادة"

رصاص الاحتلال يحرم محمد من لقاء العمر مع ابنته البكر "وتين"

08.02.2024 03:43 PM

وطن- حنين قواريق: كيف تزف الأم ابنها مرتين في فترة متقاربة؟ إحداها فرحة لا يتسعها قلب وأخرى فقد لا يتسعه الكون ولا ترويه دموع، وتين والدته محمد البرغوثي ارتقى في بلدة كفر عين قضاء رام الله، قبل احتضان طفلته البكر الذي كان سيسميها وتين.

"لا يُغمض جفن لمحمد في ليله قبل أن يطمئن علينا وعلى العائلة، قلبه مليئ بالحنية"، كما وصفته والدته.

تُشير والدته إلى صورته وتقول: "هاي صورته لما تجوز في شهر 7"، مبينةً أنه كان ينتظر قدوم ابنته البكر بعد شهرين، ويحدث والدته بشغف ولهفة عن قرب ولادة زوجته لابنته "وتين" .

قرابة الأسبوعين عاشتها العائلة في قلق وترقب.. عل معجزة تعيد محمد الذي بقي في العناية المركزة طوال هذه المدة بعد إصابته برصاص الاحتلال عقب اقتحامهم لبلدته كفر عين قضاء رام الله.

يقول خليل البرغوثي، والد الشهيد، عن نجله الذي فقده: "كان عصامي، عمّر منزله وتزوج من تعبه، وعمله"، مبيناً أنه ابن بار.

وتابع: "ارتقى محمد في وسط بلدتنا، بعد إطلاق الرصاص مباشرة عليه من قبل جيش الاحتلال الذي اقتحم القرية وبشّع فيها" .

وطالب الشعب الفلسطيني أن يتوحد خلف راية واحد وهي فلسطين، قائلاً: "نحن نرى ما يحدث في غزة، جرائم ضد الإنسانية ضد كل ما هو فلسطيني" .

وختم: "نزفه اليوم للمرة الثانية، الأولى للعرس، والأخرى للشهادة" .

٣٨٧ شهيداً ارتقوا منذ السابع من أكتوبر في الضفة الغربية، وأكثر من ٢٦ ألف شهيداً بغزة، بدمائهم وأجسادهم يزيلون أشواك الذل تمهيداً لطريق الحرية، ويرسمون مسار فلسطين بألوان بعيدة عن رمادية الاستسلام.

تصميم وتطوير