حراك ضاغط في الشارع الاسرائيلي تقوده احزاب سياسية يستطيع الاطاحة بنتنياهو

الباحث في الشأن الاسرائيلي محمد هلسة لوطن: نتنياهو لا يريد انتهاء الحرب على غزة لان ذلك يعني انتهاء ائتلافه

31.01.2024 05:17 PM

 وطن: قال الباحث في الشأن الاسرائيلي محمد هلسة، ان نتنياهو لديه اعتباراته الشخصية لاستدامة عمر ائتلافه الحكومي، لذلك لا زال يعاند ويكابر ويعلن انه ذاهب لتحقيق اهداف الحرب كاملة، ولا يريد الاعتراف بالهزيمة او تحمل مسؤولية الحرب التي شنها على قطاع غزة منذ 117 يوماً.


وأشار هلسة الى أن نتنياهو لا يريد لهذه الحرب على قطاع غزة ان تنتهي، لأنه بانتهائها ستبدأ لحظة المساءلة والمحاسبة مع النفس وتفكك ائتلافه الحاكم، لذلك ويطرح استمرار الحرب، لكن المعضلة التي تواجهه هي "كيف له ان يقبل بصفقة اسرى دون ان تقود في نهاية المطاف الى وقف الحرب".

وقال هلسة خلال حديثه لموجة "غزة الصامدة غزة الأمل" عبر شبكة وطن الاعلامية، إن نتنياهو يستطيع ان يلعب على كل التناقضات في داخل المجتمع الإسرائيلي ويستطيع ان ينفّس كل حراك ينهض ويحاول ان يسحب البساط من تحت قدمه لدفعه باتجاه الانتخابات او الاقرار بالمسئولية.

ولفت هلسة ان نتنياهو يروج الى ان قضية الصفقة في حال تمت فان الفضل في ذلك هو للضغط الذي مارسه على المقاومة بفعل العمل العسكري الذي يخوضه، ويصور ذلك على انه بطولة وإنجاز له.

وحول إمكانية إقدام نتنياهو على اجراء انتخابات مبكرة وحل الكنيست قال هلسة ان ذلك يمكن في حال تقاطعت ثلاثة عناصر مهمة جدا، اولها ان يتولد في الشارع الاسرائيلي حراك ضاغط تشارك فيه قطاعات واسعة من المجتمع ترفع مطالب سياسية بمحاكمة نتنياهو وبل الحكومة والذهاب الى انتخابات، وهذا لغاية اللحظة لم يحدث، فمع كل المظاهر التي نراها في الشارع الاسرائيلي ما زال الانتقاد خجولا.

أما العنصر الثاني فهو غياب قيادة للحراك في الشارع الإسرائيلي، اذ لم تقد اي من الاحزاب او القيادات السياسية المعروفة هذه التظاهرات لتوجيهها للضغط على نتنياهو، لذلك كل المعارضات والانتقادات لنتنياهو، ما زالت خجولة وتخشى مواجهة نتنياهو في الميدان.

وأشار هلسة ان الاعتبار الثالث هو ان نزول القيادات السياسية للمشاركة في الحراك، قد يدفع واشنطن لتلقف المشهد ومحاولة تضخيمه وتعظيمه والدفع باتجاه إقصاء نتنياهو، الذي يبدو معاندا للرغبات الامريكية ويدير الظهر لها، واظهر نفسه امام المجتمع الاسرائيلي بأنه الوحيد القادر على القول لا للحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.

وأكد هلسة أن أمريكا تريد ان يغيب نتنياهو عن المشهد لكنها لا تستطيع ان تتدخل بشكل مباشر في دولة هي تروج لها في الشرق الاوسط على انها دولة ديمقراطية وصاحبة مؤسسات ولا تستطيع ان تطحن هذه المؤسسات بالتدخل المباشر.

وقال هلسة ان الولايات المتحدة تراهن على الشارع الاسرائيلي فقط، وإذا ما حدث حراك ضاغط في داخل الشارع الاسرائيلي بنية التغيير، بالتأكيد ستركب هذه الموجة وستدفع باتجاه انتهاء مرحلة نتنياهو والبحث في ترتيبات ما بعده، لانها بحاجة الى إعادة ترتيب الاقليم بما تشتهي خاصة في ظل الأجواء الانتخابية التي تعيشها ويعيشها الحزب الديمقراطي، وانشغالها بقضايا دولية مع روسيا ومع الصين.

تصميم وتطوير