استكمالاً لحرب الإبادة.. الاحتلال يكثّف حربه على "الأونروا" لتصفيتها

28.01.2024 04:05 PM

وطن- حنين قواريق: بينما كان العالم منشغلا بالقرارات الاحترازية التي أصدرتها محكمة العدل الدولية والتي أصلاً لم تنصف أهالي غزة الذين يتعرضون لأبشع أشكال الإبادة منذ أكثر من 100 يوم على الحرب، يطل الاحتلال على العالم بنفشة الطاووس لكن بألوان الظلم، ليستكمل حملته التحريضية ضد الأونروا التي بدأها منذ عقود، في إطار محاولاته لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتقدم اتهامات بالية لعدد من موظفي الأونروا بالمشاركة في عملية "طوفان الأقصى".

بدوره يقول وكيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أنور حمام لوطن، إن "إسرائيل حاولت أن تحرف البوصلة عن النقاش الدولي حول جرائم إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية، والتهجير القسري للشعب الفلسطيني" .

وتابع: "كما تحاول إسرائيل معاقبة الأونروا، لأن تقاريرها ووثائقها قد استخدمت في محكمة العدل الدولية" .

في هذا السياق، طالب حمام الدول التي علّقت تمويلها، بالرجوع عن قرارها، قائلاً: "لا نطالبهم فقط بالرجوع عن قرارهم، بل عليهم زيادة الموازنات، لأن أونروا اليوم تقوم بأدوار كبيرة، إزاء ما يحدث في غزة، والعدد غير المسبوق للنازحين" .

الدول التي تتبع "إسرائيل" كالقطيع ودون تفكير، سارعت إلى تعليق تمويلها للوكالة، لتمارس العقاب الجماعي ضد أكثر من 6 مليون لاجئ، يعانون من التهجير والقهر منذ 75 عاما، مليون ونصف منهم يعانون أبشع أشكال الإبادة والنزوح في قطاع غزة.

أكمل حمام: "هناك تسرع من قبل الدول في تبني السردية الإسرائيلية، التي تقوم دائماً على التضليل والأقاويل المغلوطة" .

أما موقف الأونروا فلم يكن أفضل، حيث أنهت عقود الموظفين الذين اتهمهم الاحتلال بالمشاركة في عملية السابع من أكتوبر.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي رباح لوطن: "موقف إدارة الأونروا متسرع، وهي محولة استرضائية للدول المانحة (الأمريكية، الأوروبي)، وغير مبني على العدالة والنزاهة، بمعنى أنها لم تجرِ تحقيق" .

وأوضح أنه "لا يجوز معاقبة الشعب الفلسطيني لأنه يدافع عن أرضه، حتى وإن كان يعمل بالأونروا، ومع ذلك تم فصلهم دون ان تأخذ العدالة مجراها" .

ربما كان استدلال محكمة العدل الدولية بتقارير الأونروا حول قساوة الوضع المعيشي بغزة، عاملاً أشعل غضب كبرياء الاحتلال، فزاد إصراره الأفّاق على الرغبة في التخلص منها.

تصميم وتطوير