عرابي: المعركة الحقيقية في الضفة.. والاحتلال مرتبك من قواعد الاشتباك التي يفرضها حزب الله

08.01.2024 03:02 PM


 

المعركة الحقيقية مع الاحتلال في الضفة بما فيها القدس المحتلة

التطور الديمغرافي للمستوطنين في الضفة بتزايد وأصبحوا يشكلون مليشيات مسلحة

الاحتلال يعيش الصدمة بعد 94 يوما من صمود المقاومة لذلك هو يقتل ولا يقاتل في غزة

اليوم التالي هو آخر يوم لصمود المقاومة، وما يتحدث بشأنه الإسرائيليين والأمريكيين هو "نكتة سمجة"

يوما بعد يوما تتجسد فكرة وحدة الساحات، والأداء المنضبط لها

حزب الله يخوض معركة مع الاحتلال بشكل تكتيكي وبمعادلة دقيقة ضمن "قواعد حسابات الاشتباك المتدحرجة"

الاحتلال متخوف ومرتبك من فرض حزب الله قواعد اشتباك جديدة قد تصل نارها إلى حيفا وشواطئ فلسطين المحتلة


وطن: بدأ محور المقاومة بتوسيع ضرباته ضد الاحتلال ومصالحه في المنطقة، نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر 94 يوما على التوالي، حيث أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" إطلاقها صاروخ الأرقب (كروز مطور) بعيد المدى لأول مرة باتجاه مدينة حيفا المحتلة، وهو ما اعتبر تحولا نوعيا في عمليات محور المقاومة.

وتعليقا على ذلك، قال الزميل معمر عرابي في مقابلة على قناة الميادين، إن الصاروخ الذي أطلقته المقاومة العراقية على حيفا ليس مستغربا، وهو ما توقعناه في الأيام الماضية بعد عملية اغتيال الشهيد العاروري، لذلك يجب ألا تبقى عين الاحتلال على غزة فقط، وإنما على العراق واليمن وسوريا والجهة الشمالية على الحدود اللبنانية، بمعنى أن يوما بعد يوما تتجسد فكرة وحدة الساحات، والأداء المنضبط لها، لذلك "إسرائيل" تدرك أن ما حدث بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله، ليأتي الصاروخ من العراق تتويجا لهذه الوحدة في محور المقاومة.

وبشأن الانقسامات الداخلية في دولة الاحتلال، أوضح عرابي أن الشارع الإسرائيلي الذي يعيش حالة كبيرة من الإرباك اليومي، تؤكد أنه ليس هناك رؤية واحدة أو موقف واضح في لدى الاحتلال وأن حالة الانقسام تظهر في الشارع الإسرائيلي وفي النظام الحكم. مضيفا: السؤال الكبير والجوهري الذي يواجه الاحتلال اليوم هو مستقبل "إسرائيل" لان الإسرائيلي اليوم يعيش أجواء عام 1948.

وعن فشل محاولات تدجين الفلسطيني، استشهد عرابي بتصريح لمسؤول الشباك السابق عامي أيالون الذي قال "كنا نعتقد في اسرائيل أن اتاحة الاقتصاد وتحسينه للفلسطينيين سينسيهم قضيتهم لكن وجدنا أن هناك شعبا يقاتل من أجل الاستقلال، واعتقدنا أننا انتصرنا في عام 2002 في المبادرة العربية عندما هرول العرب وقالوا نريد التطبيع الكامل مع إسرائيل، ولكن بعد 20 عاما من ذلك ووجدنا أن الشعب الفلسطيني الذي يقاتل يريد الحرية والاستقلال".

وأكد ان الاحتلال الإسرائيلي يدرك كل يوم أن عملية "طوفان الأقصى" التي حدثت في 7 أكتوبر هي عبارة عن فجر جديد وتاريخ جديد للشعب الفلسطيني وأن "وحدة الساحات"  من العراق لليمن لسوريا للبنان تتجسد وتتدحرج كل يوم، ما يجعل الاحتلال في ورطة كبيرة، خاصه فيما يحدث له في الجهة الشمالية عند الحدود مع لبنان.

وأشار عرابي إلى تصريحات إسحاق بريك وهو مسؤول الشكاوى في جيش الاحتلال السابق في مقال له في صحيفة معاريف العبرية، التي فنّد فيها اقوال غانت ونتنياهو بقدرتهم على خوض الحرب في اكثر من جبهة، وقال "أنا زرت جبهة الشمال ووجدت أن الجيش الإسرائيلي غير مهيأ للحرب مع حزب الله، وفي حال حدوث حرب شاملة ستنهار كل المنظومة الإسرائيلية على الحدود مع لبنان".

وأوضح أن قوة الرد التي قام بها حزب الله ومنظومة الردع التي يعمل عليها يوميا مفهومة جيدا لـ"إسرائيل"، لذلك يدرك الاحتلال يدرك خطورة توسيع الجبهة الشمالية لأنه يعرف هذا الاستحقاق ويعرف أن حيفا وبعد حيفا ستكون تحت مرمى النيران.

وبشأن اقتحامات الاحتلال المتكررة للضفة قبل وبعد 7 أكتوبر، قال عرابي "إضافة للحرب الضروس على قطاع غزة، الحرب هي في الضفة الغربية بالمعنى الاستراتيجي، إسرائيل في هجومها وعدوانها على غزة في نهاية المطاف ستتعامل مع غزة على ورقة تفاوضية، لكن المعركة الحقيقية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وهي بالمفهوم التوراتي تعني أرض الميعاد ويهودا والسامرة بالنسبة لهم، وهو ما عبّر عنه اليمين الإسرائيلي بشكل واضح "أننا عندما ننتهي من غزة سنبدأ بشكل ممنهج في الضفة الغربية".

وأضاف أن التطور الديمغرافي للمستوطنين في الضفة بتزايد، حيث يوجد نحو مليون مستوطن ويشكلون حوالي 18% من سكان الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وهم عبارة عن المليشيات تم تسليحها من قبل بن غفير واليمين الإسرائيلي المتطرف كمستوطنين "شبيبة التلال" وغيرهم، ينتشرون على الطرق بين المدن والقرى الفلسطينية، وجاهزين للانقضاض على الفلسطينيين حتى يصلون إلى حرب شوارع مع الفلسطينيين.

وأكد أن ما يحدث في الضفة من اقتحامات وجرائم يقوم بها احتلال تأتي في إطار سياسة ممنهجة، لأن الاحتلال يدرك أن معركته الحقيقية ستكون الضفة الغربية إضافة لقطاع غزة، وهو ما حذرنا منه وقلنا يجب على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أن تعي بأن المعركة شاملة، حيث يدخل الاحتلال يدخل إلى كل منطقة في الضفة دون اي رادع، مشيرا إلى أن الضفة الغربية تقع كاملة تحت الاحتلال، وأن السلطة هي "سلطة بلا سلطة" لذلك الاحتلال يستطيع أن يدخل إليها أينما وكيفما شاء.

وأكد عرابي أن الذي يواجه الاحتلال في الضفة تحديدا في جنين ونابلس وطولكرم هي المقاومة والشباب الفلسطيني. موضحا أن الفلسطيني يعيش في الضفة الغربية على شكل إلى كنتونات ونظام الأبرتهايد، حيث تم تقطيع أوصال الضفة الغربية بأكثر من 500 حاجز عسكري و444 مستوطنة وما تسمى بؤرة استيطانية يستوطنها نحو مليون مستوطن.

وبشأن زيارة وزير الخارجية الامريكي بلنكن، أوضح عرابي أن بلينكن زار خلال الثلاثة أشهر الماضية المنطقة أربع مرات على التوالي ولا جديد في الموقف الأمريكي سوى "النكتة السمجة" التي يتحدثون عنها وهي اليوم التالي في غزة بعد الحرب.

وأوضح ان الفترة الاخيرة تشهد حالة إرباك تعيشه الإدارة الأمريكية التي كانت تعتقد هي وجزء كثير من العرب والاحتلال الإسرائيلي أن غزة لم تصمد أكثر من 10 أيام في الحرب وسيكون هناك إدارة جديدة ويوم تالي، مؤكدا انهم يعيشون حالة الصدمة بعد 94  يوما مازالت غزة تقاوم ولم يحققوا شيئا فيها سوى القتل، لافتا الى أن الاحتلال يقتل ولا يقاتل في غزة ويدمر البشر والحجر، ولكن غزة صامدة والمقاومة صامدة ولا تزال تقاتل بشراسة.

وأكد ان قضية اليوم التالي في الحرب "نكتة" أصبح الإسرائيليون والأمريكيون أنفسهم لا يصدقونها لأن اليوم التالي هو آخر يوم من صمود المقاومة وآخر يوم في العدوان على غزة، مشيرا الى أن "الامريكيين والاسرائيليين" لا يعرفون اليوم التالي، فتارة يقولن يجب القضاء على حماس وتارة يقولون نحن نستوعب وجود حماس ويجب ان نتعامل معها، وهذا هو الارباك الحقيقي لهم.

واوضح عرابي أن كل يوم صمود في غزة يصعّب القضية على "إسرائيل" وأمريكا، لذلك يجب عدم رفع سقف التوقعات من الموقف الأمريكي لأنه يبيع الوهم ويشتري الوقت.

وبشأن تحول حديث الإعلام العبري بعد استهداف حزب الله لقاعدة مارون الاستراتيجية في شمال فلسطين المحتلة، بيّن عرابي أن الإعلام الإسرائيلي أصبح أكثر إدراكا أن التحدي الاكبر بالمعنى الاستراتيجي هو ما يحدث في الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية للأسباب التالية: أولا معادلة الردع الكبيرة التي فرضها حزب الله على الاحتلال وأن ما يتعرض له جيش الاحتلال في الشمال بشكل يومي حسب ما قاله نصرالله هي عملية اذلال يومي بالمعنى العملياتي.

وثانيا أن الخطابات والتصريحات الأمريكية والأوروبية تؤكد أنه لا يريدون توسيع رقعة الصراع و يقصدون الجبهة الشمالية، لكن ما يقوم به حزب الله بشكل تكتيكي وبمعادلة دقيقة ضمن قواعد حسابات الاشتباك المتدحرجة، أدى إلى خروج المستوطنين من المستوطنات التي تبعد مسافة أقل من 13 كيلو متر، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي، حيث أن 80% من الشركات الإسرائيلية في شمال فلسطين تعتمد على السياحة وقد توقفت، و 70% من المزروعات وسلة الغذاء للاحتلال موجودة في شمال فلسطين المحتلة قد توقفت، علاوة على نزوح أكثر من250,000 مستوطن في هذه المنطقة.

وأكد أن هذه هي حالة الإرباك التي يعيشها الإسرائيلي بمعنى الاستراتيجي وانه يدرك ان  قواعد النار التي فرضها حزب الله  وأن الدخول في حرب مفتوحة معه "حزب الله" ستكون حيفا وشواطئ فلسطين المحتلة وكل البنية التحتية الإسرائيلية تحت مرمى النيران.

واشار إلى أن الارباك الذي يعيشه الإسرائيلي يدركه الأمريكي والأوروبي لذلك اليوم هناك زيارة مكوكية للبنان والمنطقة تحت نفس العنوان "لا نريد توسيع رقعة الصراع".

وقال ان توسع رقعة الصراع تشكل التحدي الأكبر للإسرائيلي وتمثل تحديا استراتيجيا وتعيد إلى أذهان الإسرائيلي ما هي كينونة "إسرائيل" وجدوى وجودها.

وأكد أن انهيار الأمن القومي الإسرائيلي والذي لم يظهر على مدار 75 عاما، حيث لأول مرة نرى أن الجانب الإسرائيلي مكبل اليدين، ومتخوف من أداء الجبهة الشمالية عبر فرض قواعد نار جديدة، ويعرف جيدا أن أي مغامرة أو دخول في حرب مع حزب الله كما قال نصر الله انها "ستكون الردود بلا سقوف وبلا ضوابط"، لأن لبنان عام 2024 ليس كما كان عام 2006.

تصميم وتطوير