"الخبر القادم قد يكون عائلاتنا أو أصدقائنا".. صحفيات من غزة يروين لوطن معاناتهن في ظل حرب الإبادة والنزوح

وطن: قالت مسؤولة البرامج في مؤسسة فلسطينيات بقطاع غزة منى خضر، إن العديد من الصحفيات العاملات في الميدان نزحن برفقة عائلاتهن، والعديد منهن لم يلتقين بعائلاتهن منذ بدء العدوان على غزة، ويعانين خلال التغطية بسبب عدم توفر الخيام والخصوصية، واستمرار انقطاع الكهرباء والإنترنت.

وخلال فقرة إذاعية عبر شبكة وطن الإعلامية، بالشراكة مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، قالت منى خضر إن  "من التحديات الأخرى التي توجه الصحفيات بالميدان، هو النزوح المتكرر لأسرهن، حيث إن 80% منهن نزحن من مدينة غزة باتجاه المحافظة الوسطى، والآن نشهد نزوحاً آخر للجنوب بالإضافة لفقدانهن أجهزتهن".

وأكدت أن مطلب الصحفيات في غزة هو توفير حماية للصحفيين لضمان حرية العمل لهم بأمان، مضيفة أن الاستهداف يشمل الجميع بلا استثناء، ويجب توفير أدوات السلامة المهنية لهن وتأمين أسرهن، لأن القصف استهدف عائلات عدد من الصحفيين بشكل متعمد، وهو ما شكل عبئاً إضافياً على صحفيي القطاع.

وحول انتهاكات الاحتلال المتواصلة في القطاع، قالت الصحفية والناشطة الاجتماعية من قطاع غزة نور السويركي، إن الصحفيين يبذلون جهداً مضاعفاً، مؤكدة أن مآلات العدوان المتواصل على قطاع غزة مختلفة، عمّا كان خلال الحروب والاعتداءات السابقة على القطاع.

وأضافت: نواجه حالة النزوح العميقة، ونتواجد بالمخيمات ونعمل تحت المطر والقصف، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة الانسانية، ونقص أدوات العمل والملابس اللازمة لنا، خاصةً أننا نزحنا قبل الشتاء ونواجه صعوبة الآن بإيجاد ملابس دافئة، تُمكننا من مواصلة العمل في البرد القارس.

وأوضحت أن الجانب الأصعب في التغطية الصحفية في ظل العدوان المتواصل على القطاع، هو أن نتحول من ناقل للخبر إلى موضوع للخبر، ونتوقع استهداف عائلاتنا وأصدقائنا في كل لحظة.

وأضافت: النساء يعشن ظروفاً صعبة ومعقدة، في ظل عدم توفر الاحتياجات الصحية الأساسية للنساء، بما فيهن الصحفيات.

من جانبها، قالت عضو مجلس نقابة الصحفيين، عبير البرغوثي إن الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل مقصود ومنظم في قطاع غزة سعياً لحجب الحقيقية، والدليل على ذلك قطع الإنترنت والاتصالات عن القطاع لحجب صورة جرائمه عن العالم.

وأضافت البرغوثي أن الاحتلال يحاول طمس الرواية الفلسطينية وإبراز روايته، وقد تمكن في بداية الحرب من نشر روايته للعالم وكسب تعاطفه، ولكن بجهود الصحفيين ظهرت الحقيقية، لذلك لجأ إلى قصف المؤسسات الإعلامية والصحفيين بشكل همجي وواضح لإسكاتهم.

وبيّنت أن آخر إحصائية لشهداء العمل الصحفي، وصلت إلى 102 شهيد صحفي من بينهم 13 صحفية، في العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.