خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وشبكة المنظمات الأهلية

مؤسسات حقوقية ومجتمع مدني تحذّر: ما يحدث في قطاع غزة إبادة جماعية وتطهير عرقي وعلى العالم التحرك لوقفها

07.12.2023 05:03 PM

وطن: أكدت مؤسسات حقوقية ومجتمع مدني فلسطيني أن ما يحدث في قطاع غزة،  إبادة جماعية وتطهير عرقي. داعية العالم للتحرك لوقفها.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته االهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وشبكة المنظمات الأهلية في مقر الهيئة برام الله، اليوم الخميس، جددت مطالبتها لجميع الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، اتخاد كل ما يلزم من إجراءات المنع استمرار الإبادة الجماعية في غزة.

ودعت المستشارة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية في الأمم المتحدة، القيام بما يتطلبه موقعها والتفويض الممنوح لها للتحذير من الإبادة الجماعية ومنع وقوعها في غزة، والتي حتى هذه اللحظة لم تصدر أي تحذير من الإبادة الجماعية خلافا لما تمليه عليه مسؤولياتها.

ورحبت بالخطوة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وتدعو مجلس الأمن إلى القيام بواجبه القانوني والإنساني بوقف الإبادة الجماعية من خلال الدعوة الفورية لوقف الحرب وفتح المعابر الدخول المواد الاغاثية والوقود الجميع مناطق قطاع غزة دون قيود.

وأكدت أن الحماية الفعلية للمدنيين لن تتحقق الا من خلال الوقف الفوري والدائم للعرب، وأي حديث عن حماية المدنيين مع استمرار العدوان عطاء للاحتلال للاستمرار في المجازر والقتل.

وحذّرت من أن عمليات النزوح الجديدة خاصة بعد 3 ديسمبر والتي دفع من خلالها الاحتلال عشرات الاف نحو رفح، تشكل خطرا كبيرا على حياة النازحين، وإنه في ظل هذه الأوضاع فإن النزوح الداخلي أوشك أن يتحول إلى تهجير نحو مصر.

ودعت الدول العربية والإسلامية والتي اتخذت مواقف مهمة في رفض التهجير، أن تتصدى لكل الإجراءات التي تجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة منها لأي تهجير مستقبلي، وعلى وجه الخصوص، ونطلب منهم تنظيم قوافل مساعدة إنسانية وكسر الحصار المفروض على غزة.

وطالبت بفتح المعابر بشكل فوري ودخول كامل المواد الاغاثية، وأيضا دخول البضائع التجارية وعودة عمل القطاع الخاص في الاستيراد بحيث يتمكن من يستطيع من المواطنين شراء احتياجاتهم من السوق وإن لا يتحول جميع سكان القطاع الى معتمدين على المواد الاغاثية.

وأكدت على ضرورة تعزيز قدرات الدفاع المدني وإدخال معدات الإنقاذ اللازمة، بما يمنع وقوع مزيد من الضحايا، فحسب متابعتنا جزء كبير من الشهداء ارتقوا نتيجة ضعف إمكانيات الدفاع المدني، وهناك الاف الحالات التي كان يمكن انفاذها لو توفرت المعدات والامكانيات.

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة المعتقلين والأسرى الفلسطينيين الذين قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم من داخل قطاع غزة، وكشف مصيرهم وطمأنة عائلاتهم عليهم، حيث ينتابنا القلق على مصيرهم في ظل غياب أية معلومات عنهم.

ودعت كافة المنظمات الدولية وبخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا واللجنة الدولية للصليب الاحمر لعودة عملها في مدينة غزة وشمالها.

البرغوثي:  قطاع غزة يعيش جريمة الإبادة الجماعية والعقوبات الجماعية والتطهير العرقي

وقال د. مصطفى البرغوثي ممثل المجتمع المدني الفلسطيني، رئيس الإغاثة الطبية، إن قطاع غزة يعيش جريمة الإبادة الجماعية وجريمة العقوبات الجماعية وجريمة التطهير العرقي، علاوة على الكارثة الإنسانية الهائلة وغير مسبوقة وانهيار شامل لكل الخدمات الصحية والإنسانية بصورة لم يسبق لها مثيل.

وأضاف أنه في ظل قصف همجي للطائرات والمدافع والدبابات الإسرائيلية حتى الآن نفذ الاحتلال أكثر من 11 ألف غارة جوية على قطاع غزة وألقى ما لا يقل عن 45 ألف طن من المتفجرات بمعدل 17 كيلو من الغرام من المتفجرات لكل رجل ولكل امرأة ولكل طفل في غزة، وبلغ عدد الشهداء المسجلين رسمياً 16 ألف و 300 شهيد والعدد الفعلي إذا ما تم إخراج الناس من تحت الأنقاض سيصل بالتأكيد إلى ما لا يقل عن 23 ألف شهيد هناك منهم 71112 طفل مسجلين استشهدوا وعشرات آلاف الجرحى.

وتابع أن الأسوأ أن شعبنا الآن في قطاع غزة يعاني من نقص المياه والغذاء مئات الآلاف الآن يحتشدون في منطقة رفح بدون أي مأوى على الإطلاق وجرى تدمير شبكات المياه والمجالي وهناك عدم وصول شبه مطلق للمساعدات الإنسانية إلى الشمال والوسط.

وقال البرغوثي إن "هناك خمسين ألف امرأة حامل في قطاع غزة، وكل يوم هناك 108 حالة ولادة، ولدينا معطيات خطيرة جداً عن نساء اضطررنا أن يلدنا في الشوارع دون وجود أي مكان يأويهن وهناك 1.9 مليون إنسان تم ترحيلهم من بيوتهم في قطاع غزة.

وأضاف: بعضهم كما قالوا لنا رحلوا 6 مرات 6 مرات من مكان إلى آخر، فكل ادعاءات الاحتلال الكاذبة حول الأماكن الآمنة لا صحة لها، لأن الهدف هو تنفيذ تطهير عرقي تدريجي، والأكثر من ذلك كل الحديث عن الأماكن الآمنة يحمل في طياته خطوات بتحويل بعض هذه الأماكن إلى معسكرات اعتقال جماعي للفلسطينيين.

وأوضح البرغوثي أنه نتيجة الأوضاع القائمة هناك انتشار خطير للأوبئة، حيث سُجلت لدينا 120 آلاف حالة التهاب في الأجهزة التنفسية بسبب الازدحام الكبير للسكان في بعض الغرف، إلى جانب بعض الأوبئة التي بدأت تنتشر مثل الالتهاب الكبدي والأمراض الجلدية، إلى جانب توقف تطعيم الأطفال منذ بداية العدوان.

وأكد البرغوثي أن قطاع غزة بحاجة كل يوم إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميا، وهذا يعني في المعطيات القائمة حاليا أنها تحتاج على الأقل ل 33 أو 34 ألف شاحنة.

وأضاف: نرى أن الهدف الإسرائيلي الحقيقي عندما بدأت هذه العمليات كان الإبادة الجماعية والأهم محاولتهم فرض التطهير العرقي لكل سكان غزة إلى مصر.

العاروري: دعم دول الاستعمار للعدوان يؤكد أن منظومة حقوق الإنسان وضعت من أجل "الإنسان الأبيض"

من جانبه، قال المفوض العام للهيئة المستقلة، ومدير مركز القدس للمساعدة القانونية، إن أرقام الشهداء في الأسبوع الأول من هذا العدوان كانت نسبة النسائي والأطفال من بينهم 61% ولكن اليوم تبلغ النسبة 74% وهذه نسبة خطيرة جداً لم تحصل في أي من الحروب في العصر الحديث الأمر. مضيفاً أن العدد الكبير من الجرحى يخلف عدداً كبيراً من الإعاقات.

وأضاف العاروري أن ما يسمى بدول العالم المتقدم ومنذ الأيام الأولى تواطأت في هذا العدوان تحت شعار أن من "حق إسرائيل الدفاع عن نفسها". مؤكدا أن "ما وصلنا إليه يتجاوز بكثير أي حق للدفاع عن النفس حتى مع أنه لا يوجد لإسرائيل في القانون الدولي حق الدفاع عن النفس".

وقال: هناك اختبار ثلاثي للقانون الدولي الإنساني لمقياس جرائم الحرب التناسبية والتمييز والضرورة العسكرية هذه الأسئلة الثلاثة تفشل دولة الاحتلال فيها ولذلك تجاوزت جرائم الحرب العادية إلى مرحلة التي يتفق فيها خبراء رئيسيون في القانون الدولي في العالم أنها مرحلة الإبادة.

وأكد أن العدوان ودعم دول الاستعمار له، يرسل لنا رسالة أن منظومة حقوق الإنسان في العالم وضعت من أجل "الإنسان الأبيض" وسوف يلقون نتائجها لاحقا.

العاروري: دعم دول الاستعمار للعدوان يؤكد أن منظومة حقوق الإنسان وضعت من أجل "الإنسان الأبيض".

دويك: لدينا مخاوف من سلوك وانحياز المدعي العام للجنائية الدولية للاحتلال

بدوره، قال د.عمار دويك  مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان لوطن، إنه بعد الحرب على قطاع غزة بدأنا نشهد ضغوطا كبيرة تمارس على المحكمة الجنائية الدولية، من قبل الدول الأعضاء ومن المجتمع المدني ومؤسسات الفلسطينية، والآن بدأت المحكمة بالتحرك بشكل جدي وأعادت ملف فلسطين إلى الصادرة والأولوية.

وأضاف: نلاحظ من تصريحات المدعي العام للمحكمة، انحيازه كبير وخطورة بانه لديه مواقف مسبقة من الفلسطينيين خاص عندما تحدث عن أحداث 7 أكتوبر، حيث تحدّث بعبرات قاطعة أن المقاومة الفلسطينية ارتكبت جرام الحرب بينما عندما سؤاله عن جرام الحرب الإسرائيلية قال إن هذا الموضوع بحاجة للتحقيق وبالتالي لدينا مخاوف شديد الآن من سلوك المدعي العام ومن جدية التحقيق ومن كيفية إدارة ملف فلسطين بمهنية وموضوعية.

وطالب دويك الدول الأعضاء بالتحقيق في سلوك المدعي العام وأن تُلزمه بالعمل بمهنية حسب ميثاق روما.

العبوشي: يجب السماح بدخول المساعدات ومعدات الدفاع المدني ووقف العدوان على المشافي وطواقم الإسعاف

بدوره طالب محمد العبوشي رئيس تنسيقية شبكة المنظمات الأهلية ، بوقف العدوان، والسماح بدخول المساعدات ومعدات الدفاع المدني ووقف العدوان على المشافي وطواقم الإسعاف.

وأكد العبوشي أن العالم يتعامل مع قطاع غزة بازدواجية المعايير، وكأنه يقول لنا أن "اللون الأبيض" هو فقط الجدير بالحياة، أما الألوان الأخرى فيجب أن تُقمع وتُطهر عرقيا.

تصميم وتطوير