حرب الاحتلال على مشافي غزة متواصلة

نقيب التصوير الطبي لـوطن: الأشعة هي عين الطب، والاحتلال حجب الرؤية عن عيون الأطباء في غزة

16.11.2023 12:56 AM

وطن: يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ41 على التوالي، حيث اقتحمت قوات الاحتلال -منذ فجر أمس الأربعاء- مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع بعد قصفه ومحاصرته بالدبابات، ويضاف إلى ذلك جملة اعتداءات على مختلف مشافي القطاع، ما أدى لخروجها عن الخدمة واحدة تلو الأخرى.

وتعطلت معظم الأقسام العاملة في المشافي توالياً، بسبب الاعتداء المباشر من جهة، وبسبب نفاذ الوقود من جهة أخرى، وتستدعي حالات الحروب استمرار عمل بعض الأقسام، وضمان استمرار عملها للتعامل مع إصابات الحروب، ومنها أقسام الطوارئ، والعمليات الجراحية، والأشعة والتصوير والطبي.

نقيب أخصائيي التصوير الطبي الفلسطيني محمد عبد الغني، يقول في حديثه لموجة "غزة الصامدة.. غزة الامل" وأطلقتها شبكة وطن الإعلامية، إن الأشعة هي عين الطب، وإن الاحتلال الآن يحجب الرؤية عن عيون الأطباء، ما يجعلهم مضطرون لمعاينة وتشخيص الإصابات سريرياً.

وتساهم أقسام الأشعة والتصوير الطبي، بالكشف عن الكسور والشظايا المستقرة داخل أجساد المصابين، والناجمة عن الانفجارات، وفقاً لعبد الغني، الذي يوضح أن التصوير الطبقي هو الركيزة الاساسية في الكشف عن الكسور والإصابات الناجمة عن الشظايا، مشيراً إلى أن تعطل أقسام الأشعة والتصوير الطبي، يتسبب بعدم القدرة على تحديد البعد المكاني للشظايا "موقعها من الاعضاء الحساسة والأوردة والشرايين الرئيسية"، ما يتسبب باستمرار النزيف الداخلي في بعض حالات الإصابة حتى وفاة المصابين.

ويؤكد عبد الغني أن أقسام الأشعة والتصوير الطبي تحتاج إلى قدرة كهربائية عالية للتشغيل، وحيث إن مشافي القطاع واجهت مشكلات نفاذ الوقود وتوقف المولدات الرئيسية عن العمل، فإن أقسام الأشعة والتصوير الطبي باتت تعمل بشكل جزئي حتى توقفت تماماً عن العمل.

ويتابع: "وفي ظل عدم تحديد الأبعاد المكانية للشظايا، بسبب توقف أقسام الأشعة والتصوير الطبي عن العمل بشكل كامل، فقد الكثير من المصابين حياتهم بسبب استمرار النزيف الداخلي، الذي لا تستطيع المعاينة السريرية كشفه والسيطرة عليه".

وبخصوص المصابين جراء انهيار الأبنية السكنية، وتنفيذ طيران الاحتلال أحزمة نارية تسببت بمسح أحياء سكنية بأكملها، وانهيار الأبنية والمنازل على رؤوس ساكنيها، يؤكد عبد الغني تعرض المصابين لكسور مركبة، ولصدمات حادة جراء الانهيارات، ويتطلب تشخيصها وعلاجها تصويراً طبياً مقطعياً، موضحاً أن الأشعة العادية "البسيطة" لا تفي بالغرض في حالات إصابات الحروب.

ويقول عبد الغني إن أجهزة التصوير الطبي المُتنقلة ويتم استخدامها في المستشفيات الميدانية، ستساهم في مساندة الأطباء للتعامل مع المصابين والجرحى في قادم الأيام، في حال افتتاح مستشفيات ميدانية في القطاع، ولكن تغطيتها ستكون محدودة، مقارنة مع الأجهزة الثابتة في أقسام الاشعة والتصوير الطبي في المستشفيات، لا سيما أجهزة الرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي.

تصميم وتطوير