زيارة الوفد السعودي إلى رام الله ستستخدم كغطاء لتطبيع العلاقات مع الاحتلال
المحلل السياسي خليل شاهين لوطن: على السلطة اتخاذ موقف واضح من مباحثات تطبيع السعودية مع الاحتلال بشرط عدم الدخول في مواجهة مع الرياض
رام الله - وطن: كما كان متوقعا، وصل الوفد السعودي الرسمي الى مدينة رام الله في أول زيارة رسمية لوفد سعودي منذ سنوات، وان كان الوفد يأتي تحت عنوان تقديم أوراق اعتماد السفير السعودي لدى فلسطين للرئيس عباس، فأن مهمة لوفد الأهم هو استكمال المباحثات التي بدأت بين الطرفين حول صفقة التطبيع المرتقبة بين الرياض وتل أبيب.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين خلال حديثه لبرنامج شد حيلك يا وطن الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، ان الزيارة تدل ان "السعودية بدأت تأخذ موقف أكثر ليونة ووضوحا بربطها بالملف الفلسطيني وملف التطبيع مع الاحتلال، وبالتالي قد تستخدم الخطوة السعودية الجديدة كغطاء في عملية التطبيع مع الاحتلال".
وقال شاهين " أحد اهداف الزيارة هو اعادة تأكيد الموقف السعودي العلني الذي لا يزال يقف داعما لأهداف الشعب الفلسطيني، لكن ما يجري على أرض الواقع يبدو معاكسا قليلا خاصة في ضوء ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ان العد التنازلي في عملية التطبيع بدأت وفي كل يوم نقترب أكثر من التطبيع، لافتا الى ان هذا يجب ان يثير قلق القيادة الفلسطينية ويدفعها الى تبني سياسة مختلفة عن السياسة الحالية.
وأضاف شاهين ان الموقف الفلسطيني يجب ان يكون واضحا من الموقف السعودي من القضية، اي سياسة سعودية اخرى، بحيث يكون الموقف ثابتا ولو كان شكليا بالرفض من حيث المبدأ، خاصة على ضوء حديث وزير خارجية الاحتلال الذي قال ان الامور تتجه نحو تطبيع كبير مع 6 او 7 دول إذا ما تم بنجاح خطوة التطبيع مع السعودية.
و بشأن البيان الذي صدر عن الاجتماع "اجتماع السلام" الذي عقد في نيويورك بمشاركة 50 دولة، قال شاهين "ان ما يجري على ارض الواقع هو سعي من اجل إحياء ما يسمى حل الدولتين من خلال حراك سياسي"، لكن ذلك اللقاء حظي بتعليقات ساخرة، ووصفه بمحاولة تخيلية لحل الدولتين وما سيحدث في اليوم التالي للسلام من خلال تشكيل مجموعات تضع ما يمكن تحقيقه من فوائد لعموم المنطقة بما فيها "إسرائيل" والفلسطينيين في حال تم التوصل الى السلام، وهو الجوهر الأساسي والغطاء السياسي من اجل توسيع نطاق التطبيع ليشمل دولا أخرى غير السعودية.
وقال ان هذه العملية من حيث الجوهر تعني اننا سنكون امام حراك سياسي يسعى تحت شعار السلام دون تحقيقه بشكل فعلي، لان إسرائيل تعمل ما بوسعها من اجل سحب الجغرافيا من الفلسطينيين وتدمير اي فرصة لقيام دولة فلسطينية، مشيرا الى ان التخوفات الحالية تكمن في الانتقال من اوسلو 1 الى أوسلو 2، ما يعني العودة سنوات الى الخلف والتفاوض مرة اخرى، مع إدراك القيادة الفلسطينية انه لا حل مع إسرائيل وتحديدا مع الحكومة الحالية.
وحول ما تم تسريبه عن وضع السعودية مجموعة شروط لصالح الفلسطينيين للمضي في التطبيع مع الاحتلال، قال شاهين ان بعضها يتعلق بتقديم تسهيلات اقتصادية، ونقل السيطرة على بعض المناطق المصنفة ج الى السلطة الفلسطينية، لكن اهم المطالب هو ضرورة إطلاق عملية سياسية قد تستمر لعدة سنوات، وهذا جوهر اتفاق أوسلو.
ولفت شاهين ان سياسة الاحتلال على الأرض مستمرة كما هو مخطط لها، بالاستيلاء على الأرض وتعزيز الاستيطان، كما ان المسؤولين في دولة الاحتلال أكدوا مرارا وتكرارا ان اسرائيل غير مستعدة للتعامل مع اي مقترحات في هذا السياق، بما في ذلك وقف الاستيطان خاصة ان جوهر ما تسعى له حكومة الاحتلال تعميق الاستيطان وتعزيزه والإعلان عن مزيد من الوحدات الاستيطانية، من خلال مد شبكات واسعة من البنى التحتية التي تمزق الارض الفلسطينية.
وأشار شاهين ان سياسة الاحتلال تعرقل صفقة التطبيع مع السعودية، ولذلك فأن الجانب الفلسطيني مطالب ليس فقط بتوضيح موقفه السياسي من قضية التطبيع دون الدخول في مواجهة مباشرة واسعة النطاق مع السعودية، والاهم من ذلك الالتفات الى معالجة الأوضاع الفلسطينية الداخلية بما يعزز امكانية استنهاض هذه الحالة في مواجهة العدوان الاسرائيلي ومواجهة مخططات الاستيطان والضم، والاشتباك بشكل يومي مع الاحتلال والمستوطنين وهو ما يتطلب استراتيجية مختلفة عن الاستراتيجية المتبعة.
وأوضح شاهين ان ما يهم إسرائيل هو إبرام تطبيع مع السعودية الذي يعد فرصة تاريخية لهم في ظل سياستهم الجديدة التي تعرقل ذلك، لافتا الى ان السعودية تدرك ان حكومة الاحتلال لن تقوم بأي خطوة لإنهاء الاحتلال ولن تقوم بأي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد انه لا يوجد تفاصيل واضحة ما يجري في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن الثمن الذي ستدفعه للسعودية مقابل التطبيع مع اسرائيل خاصة فيما يتعلق باتفاقية الدفاع المشترك والبرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، مشيرا ان اسرائيل يمكن ان توافق على ذلك شرط ان لا تكون هناك سيادة السعودية على ذلك.