راسم عبيدات لوطن: جمعيات الهيكل تسعى لتثبيت تأدية الطقوس التلمودية في الأقصى كحق لها
وطن: حذر الكاتب المقدسي راسم عبيدات من خطورة المخططات التي يحيكها المستوطنين وسلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، تحت ذريعة "الأعياد اليهودية" التي تعد ذريعة لتنفيذ تلك المخططات من ذبح للقرابين، وتأدية الطقوس التلمودية التي تسبق إقامة الهيكل المزعوم.
وسلط عبيدات خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الاعلامية، الضوء على أبرز التحديات والتطورات في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وسط استمرار جمعيات الهيكل في حشد المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة.
وقال عبيدات ان " الوضع الحالي يمثل فرصة ذهبية لـ حكومة اليمين المتطرفة لفرض وقائع جديدة في المدينة والمسجد الأقصى، خصوصًا خلال الأعياد اليهودية الثلاث المتلاحقة"، مشيرا ان المستوطنين قاموا بنفخ البوق في عيد رأس السنة العبرية داخل المسجد الأقصى لأول مرة، وهو الأمر الخطير للغاية.
وأشار عبيدات إلى أن المستوطنين وجمعيات الهيكل ترمي الى فرض الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى، كأمر واقع واعتيادي، الأمر الذي يمهد لإقامة طقوس توراتية مستقبلًا، ارتباطا بتخطيط جمعيات الهيكل واستعدادها بـ "ذبح البقرة الحمراء على جبل الطور المقابل للمسجد الأقصى بعد أن تبلغ هذه البقرة عامين، وهي الخطوة التمهيدية الأساسية لبناء الهيكل المزعوم".
ولفت عبيدات ان المستوطنين وبعد ان يقوموا بحرق "البقرة" بخشب الزيتون الفلسطيني، سيتم نثر رمادها على أكبر عدد من المتطرفين، وهي خطوة سيجري عقبها اقتحامات بالآلاف للمسجد الأقصى يوميا.
واكد عبيدات ان المستوطنين وجمعيات الهيكل يسعون من خلال تأدية الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى لتثبيت هذا الأمر كحق لهم، وانه يجب السماح لهم بذلك، وبالتالي هم يريدون أبعد من قضية التقسيم الزماني والمكاني، وان مطامعهم لا تتوقف
وأكد عبيدات أن ما يجري في الأقصى ليس مسألة دينية بقدر ما هي مسألة سياسية، خاصة أن الجماعات المتطرفة تسعى لفرض وقائع جديدة وتغييرات تلمودية في المسجد الأقصى، وبالتالي فان هذا التصعيد يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال عبيدات: "العبث في قضية الأقصى هو عامل تفجير، فالأمور ربما تتدحرج الى المنطقة والاقليم اذا ما حاولوا إشعال المنطقة من خلال بوابة الاقصى، ومن الواضح ان حكومة الاحتلال ذاهبة باتجاه التصعيد من خلال ما تقوم به في المسجد الأقصى من عمليات اعتقال وإبعاد ليس فقط عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة إضافة الى عمليات الاعتقال و منع المرابطين والمرابطات من الدخول الى الاقصى، ونشر خمسة الاف شرطي ووضع حراس ورجال امن على كل من كنائس اليهود ومنع من هم دون الخمسين من الدخول الى المسجد الأقصى".
وألمح عبيدات إلى ان عمليات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تؤثر سلبا على القدس والمسجد الأقصى، وتلقي بظلال خطيرة على المدينة والقضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما يترتب عليها من تحالفات استراتيجية أمنية وعسكرية بين الدول المطبعة وإسرائيل.
واكد عبيدات ان القدس والمسجد الأقصى يمران في مرحلة خطيرة جدا تتطلب التصدي لها، ومواجهة التوترات والتحديات السياسية والدينية، إضافة الى ضرورة التحرك الدولي والجهد دبلوماسي للحفاظ على الاستقرار في المنطقة والحفاظ على حقوق الفلسطينيين والمسلمين في القدس.