مطالب السعودية في ظاهرها اقتصادية خدماتية وفي جوهرها سياسية
أستاذ العلاقات الدولية أيمن يوسف لوطن :طلب تأجيل ملف تطبيع السعودية والاحتلال يأتي لحين تغير الحكومات الامريكية والاسرائيلية الحاليتين
وطن للانباء: نقل موقع إيلاف السعودي عن مسؤول في مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قوله إن السعودية أبلغت الإدارة الاميركية وقف أي مباحثات تتعلق بالتطبيع مع الاحتلال.
وقال أ.د. حل النزاعات والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية أيمن يوسف، إن هذه الخطوة تترجم عدم جدية دولة الاحتلال "ذات الحكومة اليمينة المتطرفة" التي لن تتنازل بسهولة لقبول شروط السعودية، سواء المتعلقة بالمطالب الفلسطينية، أو حصول السعودية على سلاح أمريكي متطور ومظلة نووية وغيرها من القضايا المتعلقة بين العلاقة الأمريكية السعودية .
وتوقع يوسف خلال حديث لبرنامج "مساء الخير يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ايمان حامد عبر شبكة وطن الاعلامية، ان انتظار السعودية حدوث تغيير في الإدارة الأمركية الحالية، لإدراكها أن العمل في هذه الصفقة مع حكومة جو بايدن لن يجدي نفعاَ، مشيرا ً إلى أنه من الممكن استقاءها بعض المعلومات من واشنطن تفيد بضرورة التريث وتأجيل الصفقة.
وأشار د.يوسف الى ان التركيز على المساعدات الاقتصادية والخدمات الانسانية للفلسطينين سيكون غير مجدي لترويج هذه الصفقة، بل سيكون بمثابة ضربة للسلام العربية، كما أوضح أن السعودية تسعى لتحويل مشروع السلطة الفلسطينية الى دولة قادرة على إدارة شؤونها وتتوفر لها الإستدامة المالية .
وبيّن يوسف أن المطالب السعودية للوهلة الأولى قد تكون خدماتية لكن بالعمق ستحمل جوهراً سياسياً، لان مصلحة الجميع "الأمريكيين والسعوديين" عدم إبقاء المنطقة في دوامة من العنف والعنف المضاد ، وأي حل غير عادل تجاه الفلسطيني سيفجر الأوضاع، مشيرا الى أن السعودية تحاول الاستثمار في المشارع الاقتصادية التكمايلة، وبالتالي من الممكن أن تخسرها في حل تفجر الصراع، لأن فلسطين على فوهة بركان وسد هذه الفوهة يحتاج مبادرة سياسية .
وتوقع يوسف أن الموقف السعودي بتجميد التطبيع ليس ثابتاً، وتغيره يعتمد على عدة عوامل أبرزها تغيير في حكومة الاحتلال وعلاقات السعودية الاقليمية، وبالتالي الجاهزية الاقليمية والجاهزية الدولية للسعوديين ستحتم عليها اعادة ترتيب الاهداف والمصالح في المنطقة.
ونوّه الى ان التنسيق الفلسطيني مع السعودية أحد الخيارات، مشيرا الى ان الخيارات المطروحة من قبل الفلسطينين تنحصر في اطار استمرار حالة الهبة الميدانية والاستثمار السياسي والتنسيق مع الدول العربية و الاستثمار السياسي للهبة المتجددة في فلسطين.
و استبعد يوسف أن تتفاعل دولة الاحتلال مع المقترحات السياسية خاصة إذا تضمنت انسحابات من بعض المستوطنات واعطاء شكل من اشكال السيادة للفلسطينين ، موضحاً أن حكومة الاحتلال الحالية أهم قواعدها الانتخابية دعم المستوطنين وبالتالي لن تتنازل للسعوديين أو حتى لأمريكا الا في حال تغير الحكومة الحالية.