صبرا وشاتيلا.. 41 عاما وبشاعة المجزرة محفورة بالذاكرة
وطن- غيداء الحج حسن: جثث الضحايا المتراكمة فوق بعضها والأشلاء البشرية المتناثرة والممزوجة بالطين والمنازل المدمرة، وبركة الدماء التي تطفو فوقها أطراف طفل مبتورة، هذه المشاهد لم تغادر ذاكرة الفلسطينيين منذ 41 عاما.
هنا في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت، توقف الزمن عند ال16 من سبتمبر عام 1982 مشاهد حملها من عايشها نتيجة مذبحة من أبشع المذابح الذي شهدها العالم، واستمرت لمدة ثلاثة أيام مارس فيها حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي وجيش الاحتلال كل فنون الإجرام، ليخطوا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش لتصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
ونقل شهود عايشوا المجزرة مشاهد لحوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة، كما اقتادوا ممرضين وأطباء من مستشفى عكا إلى وجهات أخرى حيث تمت تصفيتهم.
لم يعرف بوضوح عدد الشهداء في هذه المجزرة، لكن التقديرات تقول إن عددهم بالآلاف.
لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أولى مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين ولا الأخيرة، فقد سبقتها مجازر الطنطورة وقبية ودير ياسين ودير ياسين، وأعقبتها مذبحة مخيم جنين ومجازر منسية أخرى في غزة والضفة الغربية، لكن بشاعة مجزرة صبرا وشاتيلا وطبيعة ظروفها جعلتاها علامة فارقة في الضمير الجمعي الفلسطيني.