أغذية ومشروبات تباع تحت اشعة الشمس الحارقة، من المسؤول ..؟
"سموم" تحت الشمس
وطن - غيداء الحج حسن: على عتبات المحال التجارية وأطراف الطرقات، وفي مشهد شبه اعتيادي تتزاحم المنتجات الغذائية من عبوات العصائر والمشروبات الغازية بالإضافة إلى الخضار والفواكه، ليكون غذاؤها الأول أشعة الشمس الساطعة.
تجولت كاميرا وطن في شوارع رام الله، واستطلعت آراء المواطنين حول ذلك، حيث قال المواطن محمد سالم، إن المواد الغذائية المعرضة للشمس تتأكسد وتقل جودتها وبالتالي تفسد، لكن الناس العامة لا يعرفون هذا الكلام.
في حين قدمت المواطنة تانيا عويس نصيحة للمواطنين بالانتباه للطعام المكشوف الذي يمكن أن يسبب لهم أمراضا.
وأضاف المواطن محمد بحيص أن الكثير من المواد الغذائية الاستهلاكية المعرضة لأشعة الشمس تكون غير صالحة للاستخدام لأنها تكون فاسدة.
ولا تفضل المواطنة نيرمين بواطنة شراء المنتجات المعروضة على أبواب المحلات لتعرضها للشمس، وتخشى أن تكون تضررت من أشعة الشمس.
ويرى المواطن حسن النمري أن العناصر في المياه والمشروبات الغازية تفسد في حال تعرضها لأشعة الشمس، على الرغم من عدم انتهاء صلاحيتها. موجها نصيحة للتجار بالتوقف عن عرض المنتجات الغذائية تحت أشعة الشمس، ناصحا المواطنين بعدم الشراء من تلك المحال التجارية.
وفي ذات السياق نصح المواطن علاء الدين نوارة المواطنين بعدم شراء البضائع المعرضة للشمس خاصة المياه لأنها تكون تالفة أصلا، فيما قال المواطن أمير موسى إنه من المستحيل أن يشتري من البضائع المعرضة للشمس خاصة المشروبات الغازية والعصائر والمياه، لأنها تسبب تسممات وأمراض.
وعلى الرغم من تحذيرات ورقابة "الجهات الصحة الرسمية" على المنتجات الغذائية المعروضة تحت أشعة الشمس لما لها من أضرار على صحة المواطن إلا أن التجاوزات ما زالت مستمرة.
تحلل المواد الكيميائية
وقال مدير صحة البيئة في وزارة الصحة نادر برهوش لوطن " كل مادة غذائية لها شروط تخزين خاصة فيها وأهمها أن تكون بعيدة عن أشعة الشمس والرطوبة، لما تسببه من أمراض وأضرار صحية على المواطنين".
وتابع برهوش المشروبات الغازية والعصائر والألبان إذا تم تخزينها تحت أشعة الشمس في درجات حرارة غير مناسبة تتحلل المواد الكيماوية الموجودة فيها، مما يؤدي إلى نمو البكتيريا والأعفان داخل هذه المادة الغذائية وتصبح سامة للمواطنين.
واوضح أن وزارة الصحة تقوم بجولات روتينية يومية على جميع الأسواق والمحلات التجارية ويتم إعطائها تنبيهات وإخطارات بعدم تخزين هذه المواد الغذائية بهذه الظروف، وأي تاجر يقوم بعملية التخزين هذه يتم توجيه تنبيه وإخطار له ومن ثم إعادة الكشف مرة ثانية على المكان، وفي حال استمراره بتخزين المواد الغذائية تحت أشعة الشمس يتم تحويله للقضاء، بالإضافة إلى قيام الوزارة بجمع عينات من هذه المواد الغذائية للتأكد من سلامتها ومدى صلاحيتها للاستهلاك الأدمي.
رقابة وإحالة للنيابة
وتعمل الإدارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني جاهدة على الرقابة والتفتيش على الأسواق في كافة المحافظات للتحقق من سلامة السلع، والبحث عن التجاوزات التجارية.
فقد أشار مدير عام الإدارة العامة لحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني إبراهيم القاضي لوطن، إلى أن بعض السلع بحاجة لثلاجات مثل: الأجبان الصفراء بكافة أشكالها وهذه من أكبر المخالفات في السوبرماركت يضعون هذه الأجبان خارج الثلاجة، وهناك بعض المحلات التجارية التي تقوم بعرض المياه والمشروبات والشيبس تحت الشمس مباشرة.
وأكد القاضي أن ما يتم ضبطه يتم إحالته لنيابة الجرائم الاقتصادية واستكمال باقي الإجراءات من خلال القضاء واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وعن طريقة الحد من هذه الظاهرة، قال القاضي "يجب اتخاذ إجراءات قانونية أكثر، وغرامات من قبل القضاء أكثر، وقيام جميع لجان السلامة العامة، ووزارة الصحة، بدورها كما يجب".
وأثبتت الدراسات أن العناصر الكيميائية في المياه الصحية أو العصائر المعرضة لأشعة الشمس تتغير بفعل تعرضها لأشعة الشمس، كارتفاع نسبة الحموضة والكالسيوم بالإضافة لانخفاض نسبة الأملاح، الأمر الذي قد يساهم في فقدان جودتها وينعكس سلبا على صحة مشتريها، فهل تتخذ الجهات الرسمية خطوات أكثر صرامة مع بائعي هذه المنتجات التي تعرض بشكلٍ علنيٍ تحت اشعة الشمس وفي كافة ظروف الطقس المختلفة؟
هذا الربورتاج هو أحد أنشطة برنامج الشفافية والأدلة والمساءلة بالشراكة مع القنصلية البريطانية العامة والوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولي ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي / برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني .
إن التحليلات والتصريحات الواردة في هذا الروبورتاج تعبّر عن آراء أصحابها ، ولا تعبّر بالضرورة عن آراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أو مجلسه التنفيذي أول الدول الأعضاء في الأمم المتحدة .