خلال مؤتمر في رام الله.. مطالبات بتضافر الجهود ورفع الوعي للحد من آثار التغير المناخي في فلسطين.

التغيّر المناخي.. أزمة عالمية متفاقمة تلقي بظلالها على فلسطين

31.05.2023 03:27 PM

رام الله- وطن: عقدت منظمة أوكسفام واتحاد جمعيات المزارعين الفلسطينيين والإغاثة الزراعية الفلسطينية والمركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشركائهم مؤتمرا خاصا حول " التغير المناخي في فلسطين" اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله.

ونُظّم  المؤتمر تحت رعاية رئيسة سلطة جودة البيئة الفلسطينية د.نسرين التميمي، وبمشاركة وزارة الزراعة الفلسطينية والباحثين والاكاديميين المختصين ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في قضايا التكيف المناخي والعدالة المناخية في فلسطين.

وقال مدير مؤسسة أوكسفام شين ستيفنسون خلال حديثه في المؤتمر إن التغيرات المناخية قبل 15 عاما كانت تقتصر على التغيرات في العام نفسه، مثلا: إن كان الجو عاصفا او غيرها من التغيرات.

ولفت إلى التغيرات المناخية الحاصلة في الوقت الحاضر تتمثل في تقلب أجواء الطقس وفترات الجفاف الطويلة وفصول الشتاء القصيرة والعاصفة. متسائلا: "هل نحن مستعدون للتأقلم مع كل التغيرات الحاصلة في ظل الزيادة السكانية واستخدام الموارد ووجود الاحتلال؟".

وقال المدير التنفيذي لاتحاد المزارعين الفلسطينيين عباس ملحم لوطن، إن المؤتمر قد يكون الأول من نوعه والأهم على مستوى فلسطين بسبب محاكاته لقضية خطيرة جدا تحدث على مستوى العالم وتحظى باهتمام عالمي وهي قضية " تأثيرات المناخ على المجتمعات".

وأضاف:" فلسطين ليست بمنأى عن قضية تأثيرات المناخ، بل تعد من أكثر الدول تضررا منها نظرا لتحديات أخرى تتعلق بالاحتلال الذي يمنع وصول الفلسطينيين للمياه و ممارسة الزراعة فضلا عن تدميره لما يزرعونه، وبالتالي يحد من تكيف المواطنين لمواجهة الآثار الضارة للمناخ."

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد المزارعين الفلسطينيين رأفت الخندقجي، إن القطاع الزراعي في فلسطين يشهد تحديات كبيرة بسبب التغير المناخي الذي يؤدي لانخفاض مستوى المياه الجوفية نتيجة قلة الأمطار بالإضافة لعدم توفر إمكانية الوصول اليها نتيجة ممارسات الاحتلال والتلوث البيئي الناجم عن الغازات المنبعثة من المصانع الكيماوية والكسارات القائمة على امتداد مساحة الوطن.

وأوضحت رئيسة سلطة جودة البيئة د.نسرين التميمي، أن فلسطين تعد من الدول الأكثر تأثرا بظاهرة تغير المناخ ويتفاقم هذا التأثر نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على المصادر الطبيعية الفلسطينية ويستولي على الأرض ويمنع التواصل الجغرافي، مما يؤدي لعرقلة الجهود والتدابير اللازمة للحد من التأثير المناخي.

من جانبها، أوضحت رئيسة قسم الطاقة المتجددة في سلطة جودة البيئة حنان هيجاوي لوطن، بأن السلطة قد حدّثت من خلال خططها العديد من الاستراتيجيات للتعامل مع القطاع الزراعي من عدة نواحي، كتحديد الممارسات التي يتوجب التخفيف منها أو التي يجب التكيف معها، بالإضافة لوضع خطط للمزارعين باستخدام التكنولوجيا الذكية مناخيا في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي.

وفي السياق ذاته قال المزارع فايز الطنيب لوطن: "هناك الكثير من الممارسات الخاطئة التي نجرم من خلالها بحق انفسنا، مثل: الكميات الهائلة من المواد الكيماوية التي يتم استخدامها أثناء معالجة النباتات التي تعاني من تطفل الحشرات بالإضافة لنوعية المبيدات المستخدمة والتي تفتقر لوجود آلية رقابية على استخدامها."

وأعرب رئيس جمعية المزارعين في محافظة رام الله والبيرة ربحي بكر لوطن، عن أمله بتطبيق توصيات المؤتمر على أرض الواقع، مشيرا إلى أهمية تلخيص توصياته بشكل واضح لتتمكن الجهات الرسمية الفلسطينية من تنفيذ مخرجاته بالتعاون بين الجمعيات الأهلية والمواطنين المهتمين بقضية التغير المناخي.

وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات أبرزها وقف استخدام المبيدات الكيماوية وعمليات حرق المواد والممارسات الخاطئة التي تؤثر على التربة والبيئة والمناخ، بالإضافة إلى ضرورة تضافر الجهود ومأسسة التعاون في مجال التغير المناخي، ورفع الوعي حول البيئية والمناخ، وإطلاق المبادرات المجتمعية وزيادة المساحات الخضراء التي تنعكس إيجابا على المناخ، وتشجيع الطاقة البديلة والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق البيئة الفلسطينية.

تصميم وتطوير