د. مصطفى البرغوثي لوطن: اجتماع شرم الشيخ لن يحقق شيئا وما يجري محاولة لتكريس التنسيق الأمني

19.03.2023 12:34 PM

 

وطن: قال امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، تعقيبا على اجتماع شرم الشيخ الذي تشارك فيه السلطة بان " الموضوع اصبح امنيا وليس سياسيا، وان ما تريده الولايات المتحدة واسرائيل هو فرض تهدئة في ظل استمرار ذبح اسرائيل لما يسمى حل الدولتين، وفي ظل استمرار الاستيطان".

وأكد البرغوثي في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري عبر شبكة وطن، ان اجتماع شرم الشيخ لن يحقق شيئا إيجابيا للفلسطينيين بل على العكس من ذلك، مشيرا الى اجتماع العقبة الذي سبقه اجتماع، حيث جرى في اجتماع العقبة الحديث عن مجرد "وقف التخطيط للاستيطان" مؤقتا وهو ما رفضه نتنياهو وبن غفير.

وقال متسائلا:" اذا عن ماذا يدور الحديث (في شرم الشيخ)؟.. يدور فقط عن محاولة اخضاع الفلسطينيين كما قال سموتريتش. ان يخضع الشعب الفلسطيني لنظام العنصري الاسرائيلي وللاستيطان والتوسع الاستيطاني ويمتنع عن المقاومة. هذا هو الهدف. الهدف هو قمع مقاومة الشعب الفلسطيني. وفي ذلك الاجتماع اعفاء للمجتمع الدولي من مسئولياته، وخاصة الولايات المتحدة فلو ارادت تستطيع ان تلجم اسرائيل وتوقف هذا الاجرام الذي يجري ضد الشعب الفلسطيني".

وحذر من مخاطر هذه المشاركة وقال: "ما هي الحكمة السياسية من مثل هذا الاجتماع؟ اذا كانت حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، هذه الحكومة الفاشية، تواجه عزلة داخليا وانقساما داخليا شديدا، وعزلة متصاعدة على الصعيد الدولي، ونحن كفلسطينيين نطالب العالم بفرض المقاطعة والعقوبات على حكومة الاحتلال، فكيف تذهب السلطة للقاء بها؟ هذه الحكومة يجب ان تقاطع لا ان يجري اللقاء بها والتعامل معها".

وأضاف البرغوثي: "ما نخشاه ان ما يجري هو محاولة لتكريس التنسيق الامني أساسا للعلاقة بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي، واكثر من ذلك. هناك ضغوط لدفع الفلسطينيين الى خلاف مع بعضهم البعض وحتى لاقتتال داخلي، في الوقت الذي نتعرض فيه جميعا دون استثناء لبطش هذا الاحتلال المجرم ولهذه الفاشية، لذلك الوضع خطير، لذا فانه كان يجب عدم الذهاب الى هذا الاجتماع. وانا متأكد انه لن يسفر عن شيء ذو قيمة".

ونوه الى ما ارتكبه الاحتلال من مجزرة وسلسلة من الجرائم بعد اجتماع العقبة مباشرة وما تزال متواصلة، لافتا الى مخاوف من ارتكاب الاحتلال المزيد من الجرائم والمجازر بعد هذا الاجتماع.

وقال: "المشاركة امر خاطئ من اساسه ونحن لم نعرف من يأخذ القرارات بالذهاب إذا كانت اغلبية قوى منظمة التحرير ضد الذهاب، واغلبية الفصائل الفلسطينية ضد الذهاب. والشعب الفلسطيني بأغلبيته ضد ذلك، فلماذا يجري هذا الامر".

وأضاف "تجربة العقبة واضحة كالشمس. الاحتلال تنكر لما جرى في العقبة والحبر لم يجف، وهاجم حوارة، والمجتمعون ربما كانوا ما زالوا مجتمعين، فهل سيجرؤوا في شرم الشيخ كما لم يجرؤوا في العقبة على ان يفرضوا على اسرائيل وقف الاستيطان. مستحيل".

وقال البرغوثي رداً على ما يمكن ان يمثله البقاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من غطاء لمثل هذا المسار، سيما وان قرار المشاركة "اتخذ دون مشاورتها حتى، والرد على ذلك "بصراحة انا اقول انه إذا كانت اللجنة التنفيذية ليست مسؤولة عن اتخاذ هذه القرارات، ومع استمرار هذا الذي يجري، فلا يجوز لاحد ان يبقى في اللجنة التنفيذية. لأنه يتحمل مسئولية تاريخية عما يجري".

واضاف "للأسف المنظمة سلبت من صلاحياتها وما نحتاجه اليوم هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على اساس راسخ، على اساس برنامج وطني كفاحي واستراتيجية وطنية مشتركة كفاحية ومقاومة، وفي ذلك يتشارك كل المناضلين. كل الوطنيين، سواء كانوا في فتح او في الديموقراطية او في الشعبية او حماس او في المبادرة. هذا ما يجب ان نحققه ويجب ان ترتقي القوى الى مستوى الوحدة الميدانية النضالية التي يصنعها اعضاؤها على الأرض".

تصميم وتطوير