الدولار يصعد والشيقل يتراجع

كيف سيؤثر تراجع الشيقل أمام الدولار على المستهلكين والمُقترضين؟

21.02.2023 08:00 PM

وطن للانباء: تراجع الشيقل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي بشكل لافت، وسجل سعر صرف الدولار أمام الشيقل عند الساعة السابعة من مساء اليوم الثلاثاء 3.64، وفي محاولة لمعرفة أسباب هذا التراجع وإمكانية ارتباطه بخطة الحكومة الاسرائيلية "اصلاح الجهاز القضائي"، استضافت "نشرة وطن الاقتصادية" والتي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية، الخبير الاقتصادي د. بكر اشتية، وأوضح أن الدولار يصعد بقوة أمام سلة عُملات رئيسية ومن ضمنها الشيقل، رغم رفع البنك المركزي الإسرائيلي أسعار الفائدة على عملة الشقيل الا إنها تسجل انخفاضا أمام الدولار.

وقال د. اشتية إن مساعي الفيدرالي الامريكي لكبح جماح التضخم والتضخم السريع، دفعته لرفع سعر الفائدة على الدولار 7 مرات منذ نيسان الماضي، مشيراً إلى أن التضخم المفرط الذي بلغ ذروته وسجل 9%، في نسبة هي الاعلى منذ 40 عاماً، ستدفع الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة على الدولار مرة أخرى بمقدار نصف نقطة في جلسته المرتقبة مطلع نيسان القادم. 

وأوضح أن سلوك الفيدرالي المتوقع برفع أسعار الفائدة على الدولار، سيأتي لضمان تراجع التضخم للنسبة المستهدفة إلى 2 – 3 %.  

وفي إجابته عن تساؤل "نشرة وطن الاقتصادية بخصوص ربط تراجع الشيقل أمام الدولار بخطة الحكومة الإسرائيلية "إصلاح الجهاز القضائي"، أوضح ضيفُنا أنه لا يمكن ربط تراجع الشيقل أمام الدولار بخطة حكومة الاحتلال المتعلقة بإصلاح الجهاز القضائي بشكل علمي أو منهجي، رغم التقارير التي تضمنت تحذيرات من هروب الاستثمارات من إسرائيل بسبب الخطة، مشيراً إلى أن الأمر لا يحدث بين ليلة وضحاها.

وبخصوص تأثير تراجع الشيقل أمام الدولار على المواطن الفلسطيني قال ضيفنا: "سيحدث هذا التراجع ضرراً على فئة وفائدة على أخرى".

وأوضح أن هذا التراجع سيكون مفيداً للموظفين ممن يتلقون رواتبهم بالدولار، وسيساعدهم على توفير أموال إضافية خلال فترة التراجع، وسيؤدي إلى ارتفاع فاتورة الإقتراض على المقترضين بعملة الدولار ويتقاضون رواتبهم بالشيقل، مشيراً إلى أن 75% من الموظفين يتلقون رواتبهم بعملة الشيقل.

وبخصوص الارتفاعات المتوقعة على أسعار السلع الأسياسية وأسعار الطاقة، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الشيقل أوضح ضيفنا ان الارتفاعات متوقعة ولكنها لن تكون آنية، بل ستسغرق بعض الوقت حتى يلمس المواطن الارتفاعات المتوقعة على الأسعار.

من جهة أخرى أوضح ضيفنا أن البنك المركزي الإسرائيلي يهتم بالحفاظ على هامش مستقر بين سعر صرف العملتين، لذلك سيسعى لتقليص الفارق بين العُملتين، نظراً للترابط المالي والاقتصادي الكبير بين الطرفين (الإسرائيلي والأمريكي).

وأشار د. اشتية إلى أن قدرة المركزي الإسرائيلي على التدخل محدودة الآن، كون المؤثرات على قوة الدولار أكبر من قدرته على ضبط الأمر، مرجحاً حدوث تصحيح ذاتي، حيث إن الدولار لن يستمر بهذه القوة المفرطة وستعود اسعار صرف العُملتين للتقارب مجدداً.

وفي ختام حديثه دعا ضيفُنا المواطنين بشكل عام لرفع ثقافتهم المالية، والإطلاع على الشأن السياسي الأمريكي والشأن السياسي العالمي، للتحوط ولتدارك أي خسارات. 

تصميم وتطوير