المحلل السياسي هاني المصري لوطن: زيارة بلينكن جاءت لمحاولة محاصرة المقاومة الفلسطينية، وحفظ أمن "إسرائيل" وتهدئة الأوضاع.

01.02.2023 10:10 AM

وطن: ما زالت الآراء تتوارد حول زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يوم أمس لرام الله ولقائه الرئيس محمود عباس، وما تمخض عن هذه الزيارة وأهميتها  في هذا الوقت وكان قادة الفصائل الفلسطينية قد نظموا اعتصاماً أمس الثلاثاء وسط مدينة رام الله معبرين عن رفضهم لهذه الزيارة.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، إن المطالبة بعدم استقبال بلينكن هو تصرف بعيد عن الواقع، لأن الحكومة الأمريكية تقدم مساعدات للسلطة الفلسطينية، لكن يمكن مقابلته بتنظيم اجتماع الرئيس عباس مع الفصائل مثلاً قبيل الاجتماع أو باستراتيجية مختلفة لكن الواقع أكثر تأثيراً، لتأخذه الإدارة الأمريكية بالحسبان وعلى محمل الجد، ولقد قال بلينكن سابقاً أننا نؤيد حل الدولتين لأنه يحقق أمن "إسرائيل" ولم يأتِ على ذكر القضية الفلسطينية، وهناك وعودات أمريكية على مستوى التسهيلات الخدماتية أثناء زيارة بايدن سابقاً كالجيل الرابع من الإنترنت وفتح جسر الملك حسين على مدار الساعة وكل تلك الوعودات لم تُحقق، بل هي محاولات لتهدئة الجانب الفلسطيني كإعادة التنسيق الأمني وقف التوجه للمحافل الدولية وتعزيز قوى الأمن لضبط الضفة الغربية.

وأضاف المصري، خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري، ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، أن ما وصل بلينكن من الجانب الفلسطيني مجموعة من المطالب لن تستجيب لها الإدارة الأمريكية، مثل وقف الاستيطان وهدم المنازل واقتحام الأقصى، وحتى إن استجابت لن تستجيب سلطات الاحتلال، إذ أن أفعال الاحتلال لا يتم إدانتها في حين يدان كل ما هو فلسطيني، وبالأصل أثناء زيارة بلينكن نفذ الاحتلال 150 اعتداءً في مختلف أنحاء الضفة الغربية وكان هناك عملية شاملة ضد الفلسطينيين لم يتم إدانتها، إذا كان بلينكن غير قادر على وقف هذه الاعتداءات أثناء وجوده.

وحول توقف التنسيق الأمني، قال المصري: إن الجانب الفلسطيني يعرف أن حكومة الاحتلال لن توقف اعتداءاتها وهذه الحكومة ستهدم المزيد من المنازل وسوف تستمر اقتحامات الأقصى وتتوسع بالاستيطان، وكل ذلك من أجل ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، ولا يوجد هناك موقف أمريكي من كل ذلك، وإن السلطة أعلنت 63 مرة سابقاً عن وقف التنسيق ولم توقفه، ما يدلل على عدم جديتها بوقف التنسيق الأمني، والناس في الشارع تعرف كل المعرفة أن خطوة وقف التنسيق الأمني خطوة مؤقتة.

وأشار المصري إلى أن زيارة بلينكن تأتي لمحاولة محاصرة المقاومة الفلسطينية، وحفظ أمن "إسرائيل" وتهدئة الأوضاع.

وحول ما يمكن أن تفعله السلطة الفلسطينية قال المصري: إن السلطة حريصة على تجنب المواجهة والحفاظ على الوضع الراهن وبقاء السلطة هو الهدف، وليس إنهاء الاحتلال، لكن على السلطة الوحدة والمقاومة وملاحقة "إسرائيل" في كل المحافل الدولية للتأثير أيضاً على الرأي العام العالمي، واستثمار المواقف الدولية، لكن السلطة تراهن على ما يجب الرهان عليه وهي تغير مواقف الإدارة الأمريكية، وعوضاً عن ذلك الأفضل للسلطة الفلسطينية أن تغير نفسها وأن تصبح سلطة في خدمة المشروع الوطني عندها يصبح الموقف الفلسطيني قوياً وعصياً على الكسر، شعبنا بحاجة إلى قيادة تتبنى نهج المقاومة.

تصميم وتطوير