الاحتلال يعدم "الضياء"

09.12.2022 03:16 PM

رام الله - وطن: كان من المفترض ان يكون اليوم الجمعة، يوم عطلة عادي لعائلة ضياء الريماوي، بحيث يجتمع مع عائلته حول مائدة الإفطار قبل ان يتوجه الى صلاة الجمعة، لكن المشهد في بلدة بيت ريما التي ودعت قبل أيام ولديها ظافر وجواد الريماوي، كان متشحا بالحزن والفقد، وهي تخرج عن بكرة أبيها لتشييع طفلها ضياء شفيق الريماوي 16 الذي أعدمته قوات الاحتلال يوم أمس قرب بلدة عابود.

تجلس ناي شقيقة ضياء الصغرى في حضن والدتها المكلومة تتأمل وجوه الحاضرين غير مدركة الألم الذي يعتصر قلب والدتها لوداعها بكرها ضياء، اول الفرح والامل لذويه.

وقالت والدة الشهيد ضياء يسرى الريماوي، لوطن "ضياء كان ابن حنون جدا على الجميع، ومحبوب من عائلته وأصدقائه كثيرا، وإذا ما غاب عن أصدقائه فقدوه وكانوا يرنوا عليه، وضياء كان شجاع، في أخر اقتحام للبلدة من جيش الاحتلال لما رنوا اصدقائه عليه وحاولت انا وعمته منعه من الخروج، لكنه لم يقبل وأصر على ذلك وقال انا بدي استشهد".

وأضافت الريماوي لوطن، " كان نفسنا نجوزه بس يخلص مدرسته، كنا نبني له بيت، والده كان ببني له بيت. الله يرحمه".

تعبق غرفة ضياء بالحياة والطفولة، فهي مليئة بالدمى وألوان الفرح والحياة والوطن، فعلى أحد جدرانها ألصق ضياء صورة الشهيدين الشقيقين جواد وظافر الريماوي الذين ارتقيا قبل أيام، وبالقرب منهما صورة خاله الأسير وليام الريماوي المعتقل منذ عشرين عاما.

يتشابه قدر ضياء مع قدر الشهيد ظافر الريماوي الذي يحمل اسم عمه الأسير ظافر الريماوي المعتقل منذ أكثر من عشرين عاما، فضياء الذي أحب خاله وليام وهو الذي لم يراه البتة، وصنع من صورته عقدا يرتديه في عنقه، يستشهد مع صورة خاله دون ان يراه.

تقول والدته لوطن، " ضياء كان يحب خاله الأسير وليام الريماوي كثيرا حتى انه ما شافه من قبل، وقبل استشهاد ضياء بيومين عمل عقد عليه صورة خاله لأنه بحبه وبده تبقى صورته في رقبته ".

ضياء حبيب جدته وحفيدها الأول من الذكور من أولادها، لم يكن يفارق جدته في حياته، لكنه اليوم يغادرها الى الأبد، و يعود ليطلب منها إعداد الطعام له او اعطائه مصروفه اليوم.

تقول جدة الشهيد ضياء أنيسة الريماوي، لوطن، "ضياء كان حبيبي وروحي، كان حفيدي الاول من أكبر اولادي، لما انولد ضياء واجى على الدنيا قلت لبناتي خلص هذا حفيدي الأصلي، هذا حصتي. كان ما يفارقني لا في نهار ولا في ليل".

حُمل ضياء على الأكتاف شهيدا، وعلا أسمه وفعله عاليا في سماء بلدته بهتاف المشيعين، بكت النساء والرجال والأصدقاء، وأصرت والدته ان تحمل جثمانه على كتفيها في مقدمة المشيعين، وكأن أقدار امهاتنا ان يحملن أولادهن مرتين، مرة قبل الولادة، ومرة قبل مواراته تراب الوطن شهيدا، بينما قدر الأصدقاء ان يعودوا يوم الاحد الى مدرستهم متشحين بالسواد بدون ضياء، وان يقفوا في طابور المدرسة بدون ضياء، وان يدخلوا الى الصف الدراسي بدون ضياء، وان يضعوا على كرسيه الفارغ صورته الأجمل وان يبكوا ضياء طويلا.. فقد رحل الصديق الحبيب.

تصميم وتطوير