شاهد عيان يروي لوطن تفاصيل جريمة الاحتلال في جنين: الشهداء لم يكونوا مسلحين وتم استهدافهم لمجرد القتل

وطن: أكد شاهد عيان لوطن، أن أيا من الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم في جنين، لم يكن مسلحا، وان قناصة الاحتلال استهدفوهم بصورة مباشرة في جريمة صارخة وواضحة بينما كانوا متجهين الى أعمالهم، وان المكان الذي استشهدوا فيه لم يشهد أي مواجهات، ويبعد عن مخيم جنين نحو كيلو مترين.

واستشهد فجر اليوم الشبان عطا شلبي، وصدقي زكارنة، طارق الدمج برصاص الاحتلال الذي اقتحم جنين بعد ان كانت وحدات من القناصة قد تسللت الى المدينة.

وأوضح غسان السعدي، انه حوالي الرابعة من فجر اليوم، جرى تداول انباء عن وجود قوات خاصة في المدينة، خرج بعدها من منزله باتجاه البلدة القديمة في جنين، ولم يكن هناك أي وجود لجيش الاحتلال او أي مظهر يدل على وجوده وكانت حركة المواطنين طبيعية كالعادة في مثل هذه الساعة حيث يتوجهون الى أعمالهم، وعلى بعد عشرات الأمتار من المكان الذي وصله سمع صوت اطلاق نار من طرف واحد، لافتا الى ان سيارة اسعاف وصلت بعد دقائق الى المكان فسار خلفها، لتقديم ما يمكنه من مساعدة، ليجدوا شابين ملقيين على الأرض، ورأسيهما مهشمين جراء اطلاق النار عليهما.

وأضاف: " لم نجد ولم نشاهد أي سلاح من أي نوع مع الشابين، ولم يكن في المكان أي مواجهات، والمكان بعيد عن مخيم جنين (حيث وقعت اشتباكات مع الجيش) نحو 2 كيلو متر، ومن الواضح ان هذين الشابين كانا متجهين الى عملهما، حيث انهما كانا يلبسان (حفايات) وليس احذية تلائم المشاركة في أي مواجهة".

وأشار الى انه واثناء وضع الشهيد الأول على الحمالة لنقله بالإسعاف، حدث إطلاق نار كثيف وجديد من قبل قوات الاحتلال، ما أحدث ارباكا اثناء اخلاء الشهيد، ليتبين لاحقا ان اطلاق النار استهدف شابا اخر (العامل من قباطية) من قبل القناصة الذين تبين انهم كانوا يتمركزون في احدى البنايات المجاورة.

ونوه الى انه وبعد إطلاق النار على الشاب الثالث واستشهاده، وبينما كان مع طاقم الإسعاف يعملون على اخلاء الشهداء وصلت المكان عدة دوريات لجيش الاحتلال، واخلت عناصر القناصة بعد ان نفذوا هذه الجريمة واستهدفت ثلاثة مواطن مدنيين عزل، وانسحبوا".

وقال السعدي: أؤكد بشكل قاطع ان المكان الذي استهدف فيه الشبان الثلاثة لم يشهد أي مواجهات، وليس بينهم أي مطلوب، ولم يكن أيا منهم مسلحا او بحوزته أي سلاح وكانوا متجهين الى أعمالهم كما يبدو، والاشتباكات التي حدثت خلال ذلك، وقعت في محيط مخيم جنين الذي يبعد عن مكان استشهادهم نحو كيلو مترين، وما جرى هو جريمة قتل لمجرد القتل.