الشهيد رائد النعسان .. ازرعوا زيتونةً فلسطينيةً على قبري

30.11.2022 06:10 PM

وطن: خمسة !ربما ما يدور بذهنك أن يكون رقماً من الأرقام، فعلياً هم خمسة أقمار زينوا سماء فلسطين في يوم واحد... ملأوا الأرض نوراً وضياء، استقبلت السماء فجراً أربعة منهم .. ولم تغلق بابها إلى أن احتضنت خامسهم في المساء.

شهيدُ فلسطين الخامس رائد النعسان .. لم يحتمل  قلبه ما جرى .. لم يقوى على احتمال الفراق، ولم يقوى على البقاء، أسرع ركض وتعثر مرتين .. وفي عثرته الثالثة أمام غرسة زيتون أوصى والده أن ضع آخر الغراس على قبري يا أبي.

زجاجة عطر هي ما تبقي بعد كل هذا الفقد ... شقيقه نثر العطر على جسد الشهيد وفي فضاء المودعين وأوصاهم ألا يبكوا رائداً شهيداً مقبلاً بوجهه الباسم إلى الله ، فرائد لا يحتمل رؤية الوجوه العابسة .. "اضحكوا واستبشروا فهذا أخي عَبَدَ درب الحرية ورحل رحيل الأبطال"، ترجلتَ وَكُنتَ دَوماً رَائداً .. ورحلت وقوفاً كما أردت. 

هي وصايا الشهداء تنير درب الثائرين .. تتلقف الأجيال منها مآثر الرجال الرجال .. وتمضي على الدرب بعزيمة وطنية تشق الصبر نحو الحرية، وتسعى بها إلى الحرية والوطن.

وكانت جماهير غفيرة شيعت جثمان الشهيد النعسان إلى مثواه الأخير في مقبرة القرية ظهر اليوم الأربعاء، 30 تشرين الثاني، 2022.

دفن الشهيد رائد النعسان بجوار الشهيد حمدي النعسان، الذي ارتقى في كانون الثاني / يناير 2019 أثناء تصديه مع أبناء قريته لهجوم شنه مستوطنون، وكان رفيق درب الشهيد الطفل ليث أبو نعيم، الذي أطلق جنود الاحتلال النار على رأسه بشكل مباشر في كانون الثاني / يناير 2018، حين هب أهالي المغير للتصدي لقوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية آنذاك.

وأخيراً يشار إلى أن الشهيد رائد النعسان تخرج من جامعة الاستقلال، وهو أسير سابق، اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال لمدة إجمالية تقارب العام.

تصميم وتطوير