الصحفية ميس الشافعي تروي لوطن شهادات مروعة حول تغطية الصحفيات لأحداث نابلس الأخيرة

22.11.2022 05:38 PM

وطن: وصفت الصحفية ميس الشافعي في حديثها لبرنامج "صباح الخير يا وطن"، الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، وتقدمه الزميلة هديل أبو زينة، أن الصحافة الميدانية بكل تفاصيلها موجعة، وقالت إن التغطية للأحداث الأخيرة في المدن الفلسطينية تحديداً نابلس وجنين "عبارة عن وجع مستمر لا ينقطع".

وخلال حديثها ذكرت بعض التجارب الموجعة خلال تغطيتها الميدانية لمدينة نابلس، واصفة إياها بالصعبة، لأسباب كثيرة أهمها عمليات الاغتيال المتواصلة للشبان، مشيرةً إلى أن الثامن من شهر شباط الماضي كان يوماً صعباً على الصفحيين في نابلس، حيث  نفذ الاحتلال عملية اغتيال هي الأصعب لثلاثة شبان من نابلس، وهم الشهداء ادهم الشيشاني ومحمد أبو الرائد وأشرف المبسلط، ثم انسحاب جيش الاحتلال بعد مصادرة الهواتف والأسلحة اللي كانت بحوزة الشبان، ووصفتها بالفاجعة بسبب طريقة الاغتيال والتشوية الذي تعرض له الشبان.

وعبرت الشافعي عن وجعها بالقول: "منذ ذلك الحين وحتى الآن لا زلت أسمع أصوات الصراخ في اروقة المستشفى، وصرخات الأمهات".

وأشارت الى ما تعانيه الصحفيات في الميدان من ألم ووجع في سبيل الاستمرار بالتغطية، مشيرة الى وضع الصحفية رشا حرزالله التي كانت تغطي أحداث نابلس وتفاجأت باصابة شقيقها الخطرة، وثم تداول أنباءٍ عن استشهاده"، موضحة كم الوجع والقهر والناتج عن ذلك. 

ومن تفاصيل التغطية الصحفية المؤثرة ذكرت جموع المشيعيين من كافة أنحاء الضفة الغربية وقد تجمهروا لتشييع جثماني الشهيدين "عبود صبح ومحمد العزيزي"، وبعد ذلك حادثة اغتيال الشهيد إبراهيم النابلسي.

وفي هذا الخصوص قالت: "أصعب شعور عشته على الإطلاق هو لحظة وصول والدة الشهيد أشرف المبسلط الى مستشفى رفيديا، عندما احتضنتني وصرخت "مشان الله قولي لي إنه إبني عايش، بحيات الله تطمنيني".

وأكدت الشافعي أن أصعب موقف مرت به خلال التغطية الصحفية الأخيرة، هو استشهاد شقيق زميلتها فرح قيم، عندما نشرت الزميلة القيم مقطعاً صوتياً لم تفهم ما يحتوي من كلمات، إلا بعد مرور أكثر من ربع ساعة، وعبرت عن ذلك بالقول:"سمعت صوت صراخ وبكاء فرح دون فهم الكلمات، وبعد ربع ساعة فهمت ما قالته فرح برسالتها الصوتية".

وأضافت: "بعد ذلك طلبت مني الزميلة فرح مساعدتها لرؤية جثمان شقيقها الشهيد حمدي القيم وكان جثةً متفحمةً بالكامل"، وتابعت: "قلت لفرح آنذاك خلي صورة حمدي الحلوة ببالك".

وتابعت: "خلال التغطية للأحداث الأخيرة أدركنا كصحفيات ضرورة التحلي بالقوة في الميدان، وتقديم المساندة للمواطنين إلى جانب عملنا الصحفي، وأهمية الاستمرار في التغطية رغم الوجع لأن رسالة الإعلام مستمرة ولا يجب أن تتوقف على الرغم من مشاعرنا المختلطة ما بين الألم والخطر والخوف والصداع وعدم القدرة على النوم".

وفي ختام حديثها قالت "فلسطين تستحق، وأهالي الشهداء والأسرى يستحقون، ونحن صوت الجرحى والشارع، ويجب أن تستمر الرسالة"، مطالبة بتأمين وسائل الحماية للصحفيات كالدروع والخوذ الواقية من قبل نقابة الصحفيين.

وكانت مؤسسة فلسطينيات قد عقدت مؤتمرها السابع "الإعلاميات يتحدثن .. التغطية الميدانية حقول ألغام لمن تجرؤ"، أمس الاثنين في مدينة نابلس، وشاركت الصحفيات خلال المؤتمر شهادات وتجارب قاسية عايشنها خلال العام الجاري، كان ابرزها اغتيال الصحفيتين شيرين ابو عاقلة وغفران وراسنة، إضافة إلى تغطيتهن الخطرة خلال الاقتحامات الأخيرة لمدينتي نابلس وجنين وارتقاء شهداء من أشقائهن أو أقاربهن.

تصميم وتطوير