أحمد علاونة.. شهيد دوّن اسمه بزخات الرصاص في أزقة جنين

العسكري المشتبك..

01.10.2022 06:26 PM

وطن: عندما تبتعدُ عن دفء فراشك، وتقتربُ من زخاتِ الرصاص، تصبح فرصةَ نجاتِكَ من الردى شبهُ مستحيلة، تكون السماء قد تلاشت بدخان الاطارات المحترقةِ على باب مخيمِ الاشتباك، لتختفي كل الأصوات، وتبقى وحيدا مشتبكاً، تجاهد في تجاهل قناصٍ يعتلي أسطح المنازل.

الشهيد أحمد علاونة، كان وأحدا من بين أقمار جنين الأربعة الذين رووا أرض جنين الأبية بدمائهم الزكية، ويزنوا مخيّمها بزخات الرصاص.

والده قال لوطن: أنه في تمام الساعة الثامنة صباحا جاءه عدة اتصالات يتساءلون عن موقع ابنه احمد، وعلى غير عادته كان هاتفه مغلقا، حاول الاتصال به عدة مرات لكن دون جدوى، حتى تم تأكيد استشهاده خلال مواجهات في مخيم جنين، وإصابته بالرأس.

بحرقة وألم نعى والده احمد، متمنيا الا يصيب هذا الألم أي ابٌ من شعبنا، مفتخر به وبتضحيته لأجل الوطن. وأضاف أن ابنه احمد كان يقتدي دائما بإبن عمته الشهيد شجاع علاونة الذي استشهد قبل 17 عاما.

بدوره، قال نظمي علاونة ابن عم الشهيد احمد علاونة، لوطن، إن أحمد عسكري في جهاز الاستخبارات، كان متأثرا في المحيط الوطني والمقاوم الذي يعيش ضمنه، وكان حلمه أن يكون شهيدا، فاشترى سلاحا على نفقته الخاصة ويشهد له الميدان في كل اشتباك أنه كان اول الحاضرين.

عمة الشهيد علاونة وهي ايضا والدة الشهيد شجاع بلعاوي، قالت لوطن، إن احمد كان متعلقا جدا بإبن عمته شجاع ويحاول تقليده دائما، وكان يردد دائما انه  يريد الاستشهاد، وقد نال الشهادة. مضيفة: التقيت به صباحا وبعد وقت قصير تم الاعلان عن استشهاده، فكانت بالنسبة لنا صاعقة لا تصدق.

في المعارك يبدا عمرُكَ بالتناقصِ فأنت متوجهٌ نحو حتف مؤكد، تبدأ بالتخيل بعدد الملصقات التي تحمل صورتك، بعدد الاشخاص اللذين سيقتدون برسالتكَ، بعدد الاتصالات التي سترد لأهلكَ من غرباءَ يخبرونَهم بأن تشابهت عليهم وجوه شهداء يشبهونك.

  كانت كوفية أحمد الغارقة بالدماء وبزته العسكرية، ممدة على سريره مفارقة لجسده الذي رحل للأبد واثقة أن كل اللذين سبقوه كانت ابسط أمانيهم الشهادة او الحرية بكرامة.

تصميم وتطوير