في مهرجان الجوافة القلقيلية الخامس .. رائحةُ البلاد
وطن: يرتبط اسم قلقيلية بالجوافة التي تتباهى المدينة بها، وتزين أطراف شوارعها، خاصة تلك الأنواع التي يطلق عليها "الغبرة والشواط والمصرية"، ففي هذا الوقت من العام يبهرك مشهد البساتين المتناثرة في كل مكان، أو الباعة الذين يركنون بضاعتهم من الجوافة على أطراف الشوارع، وبعكس كل عام؛ فإن بهجة موسمها تأثرت بالوضع السياسي الراهن فيما يحدث بمدينة جنين، فمهرجان الجوافة السنوي الذي تشهده المدينة ألغي هذا العام وبقي كسوق مفتوح امام المواطنين، أملاً بتسويق المنتج الوطني ودعم المزارع في أرضه.
وفي ظل الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني من عدوان إسرائيلي وهجمة شرسة لقطعان المستوطنين قررت الغرفة التجارة الصناعية الزراعية بمحافظة قلقيلية بالتعاون مع وزارة الزراعة ومحافظة قلقيلية وبلدية قلقيلية الغاء مراسم مهرجان الجوافة الخامس.
المهرجان افتتح بشكل مختلف ومميز، حيث احتوى على منتجات جديدة بدأت زراعتها مؤخرا في محافظة قلقيلية، مثل "الأفوكادو والمانجا والفواكه الاستوائية".
وقال المشارك في المهرجان عبد الملك أبو خضر لوطن، إن أهمية هذا السوق تأتي ايماناً بضرورة تعزيز التواصل ما بين المزارع الفلسطيني والمستهلك، وأضاف له بعد اقتصادي في عملية البيع والشراء وسياسي في تثبيت المزارع في أرضه.
وعبر المشارك محمد جلق لوطن، عن حزنه مما يحدث في الوطن، الذي ألقى بظلاله على البيع، فخلال يومين أحضر ما يقارب 100 صندوق من العنب لكن لم يبع منها إلا 30 صندوقا، وأشار الى ما يعانيه المزارع الفلسطيني من مضايقات الاحتلال المستمرة وسياساته ضد المزارعين.
بدوره، صرح مدير عام غرفة تجارة وصناعة وزراعة قلقيلية محمد قطقط لوطن، قائلا: إن المهرجان يأتي بنسخته الخامسة انطلاقًا من الأهداف الاستراتيجية للغرفة التجارية والتي تكمن بفتح الأسواق الخارجية أمام السلع الزراعية وتسويق المنتجات.
وتابع أن "الهدف الرئيس من إقامة هذا المهرجان، تسليط الضوء على واقع المحافظة التي تخوض تحديات كبيرة وفي مقدمتها الحصار المفروض من قبل الاحتلال، وعكس واقع الزراعة في محافظة قلقيلية ونطلب من جميع المزارعين التمسك بأراضيهم والتواجد فيها بشكل دائم".
وأكد أن المعيق الوحيد أمام الزراعة هو الاحتلال الإسرائيلي بسبب وجود غالبية الأراضي في المحافظة خلف الجدار، مما يشكل معاناة للمزارعين في عملية اصدار التصاريح واستصلاح الأراضي وإدخال المعدات اللازمة.
وأشار المتطوع سائد نزال لوطن، إلى أهمية وجودهم كمتطوعين اليوم في هذا السوق من أجل مساعدة المزارعين وتعريف الزوار على مدينة قلقيلية ومنتجاتها.
بدوره، قالت مندوبة دائرة التسويق في شركة الجبريني ملاك خالد لوطن، إن شركة الجبريني تسعى لتواجدها الدائم في المهرجانات لتقديم كل ما هو مميز للمواطن، وأضافت نتمنى من جميع المواطنين الالتفاف نحو المنتجات الفلسطينية والابتعاد عن منتجات الاحتلال.
وقال المشارك في المهرجان ابراهيم كساب لوطن، إنه يعرض عدة أنواع للعسل وثلاث أصناف رئيسية منها العسل الشتيلة والرباط والمرار والسدر، وأضاف أن الإقبال على السوق جيد ومن خلاله تعرف المواطن على المنتج الفلسطيني.
من جانبها، عبرت المشاركة نيرمين بصلات في حديثها لوطن، عن أهمية وجود مثل هذه الأسواق بشكل مستمر من أجل تشجيع المزارع، وأضافت ان المزارع يواجه عدة تحديات من الاحتلال الذي يسعى لإبعاد المزارع عن ارضه، ومن خلال هذه الأسواق تزيد تمسكه بأرضه.
وطالب المشارك علي زيد عبر وطن، المواطنين كافة بالتوجه نحو المزارع الفلسطيني ومنتجاته الفلسطينية والابتعاد عن منتجات الاحتلال، وخاصة الفواكه من مزارع وبيارات المزارعين، ودعا الجهات المختصة من وزارة الزراعة وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في قلقيلية والمحافظات الأخرى الالتفاف حول المزارع الفلسطيني ودعمه.
وقال وكيل شركة جوال مأمون العسل لوطن، إن "شركة جوال تشارك في جميع الأسواق الفلسطينية"، للمساعدة ودعم المواطنين وتقديم كافة الخدمات لهم.
بدوره، قال المشاركة منال الراعي لوطن، "أتواجد هنا في زاويتي المخصصة التي تحمل اسم "كنعانية انت" التي تختص في التطريز اليدوي في كل أشكاله"، وأضافت ان التراث لا يقتصر على الثوب الفلسطيني فقط نحن هنا نحاول تطوير التراث بأشكال جديدة وعصرية من اكسسوارات ولباس يعجب به الشباب والشابات في هذا العصر.
من جانبه، قال مسؤول التسويق في شركة عزيزة طارق البذور لوطن، إن الشركة تسعى دائما للتقرب من الناس والتواجد في كل مكان قريب منهم، خصوصا المهرجانات ومراكز التسوق التي تهتم بعرض المنتج الوطني ودعمه".
وأضاف: نحن منتج وطني بامتياز وسعيدين جداً لتواجدنا في هذا السوق، ونحرص على هذا السوق الوطني والشكل الخاص بالمنتج الوطني لشركة عزيزة ورسالتنا للمواطنين بأنه ما نستطيع تقديمه من أجلهم سنقوم به.
يذكر أن المهرجان افتتح مساء الأربعاء، تحت اسم "سوق قلقيلية الخامس للجوافة"، في حديقة الحيوانات الوطنية في مدينة قلقيلية، بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة قلقيلية وبالشراكة مع المحافظة ووزارة الزراعة وبلدية قلقيلية.
ويستمر السوق لمدة 3 أيام ويضم عدة زوايا، أبرزها ثمرة الجوافة التي تشتهر بها المحافظة، ومعرض مشاركات نسوية وصناعات حرفية لمشغولات يدوية من أعمال نساء المحافظة وبمشاركة شركة الصناعات الغذائية.
يشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالجوافة في قلقيلية تبلغ 3500 دونم، بما يعادل 150 ألف شجرة جوافة تنتج نحو 15 ألف طن سنويا، ومردودها المالي يصل إلى نحو 100 مليون شيكل، وتمت زراعة غالبية أشجار الجوافة في أراضٍ تم استصلاحها خلف الجدار.