مدرسة عين سامية في مهب الهدم ..

الاتحاد الأوروبي لوطن: مدرسة عين سامية شيدت بدعم أوروبي وهدمها غير قانوني وسنتابع ملف هدمها وملف مسافر يطا مع عواصمنا 

12.08.2022 01:09 PM

وطن للانباء: كل مظاهر الحياة تزعج المحتل إذا ما ارتبطت بالفلسطينيين، حتى وان كانت مدرسة متواضعة كمدرسة عين سامية شرق رام الله والتي رفضت محكمة الاحتلال التماسا ضد قرار هدمها، لتصادق على الهدم الفوري للمدرسة، التي تعتبر الوحيدة وتخدم تجمع عين سامية البدوي.

وزار ممثلو وسفراء وقناصل دول الاتحاد الأوربي، اليوم الجمعة، مدرسة عين سامية، احتجاجا على قرار محكمة الاحتلال المركزية في القدس الذي أصدرته الأربعاء الماضي، بهدمها بشكل فوري، علما ان المدرسة دشنت منتصف شهر كانون الثاني الماضي، بتنسيق بين وزارة التربية والتعليم، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وبتمويل أوروبي من خلال إحدى المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين، بجهود متطوعين، لتخدم طلبة تجمع عين سامية البدوي، كواحدة من مدارس الصمود والتحدي في المناطق المصنفة (ج).

وقال سفِن كون فون بورغسدورف، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، لوطن، إن "قرار إسرائيل هدم مدرسة عين سامية، شرقي مدينة رام الله، غير قانوني ويتنافى مع القانون الدولي الإنساني"، مضيفاً  أن المدرسة شُيّدت بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي، من أجل خدمة الطلبة وتوفير التعليم المدرسي لهم.

وأضاف سفن ان هدم المدرسة يعني أن الطلاب مجبرون على السير نحو 9 كيلومترات من أجل الوصول إلى أقرب مدرسة، عبر طريق محاطة بالمستوطنات الإسرائيلية الأمر الذي يهدد حياتهم، لذلك نطالب بالوقف الفوري لقرار الهدم، بشكل، مضيفاً أن السفراء والممثلين سينقلون لعواصم بلادهم معاناة السكان في عين سامية وأيضا في منطقة مَسافر يطّا (جنوبي الخليل) المهددة هي الأخرى بالهدم.

  ويقع تجمع عين سامية البدوي على أطراف بادية القدس، إلى الشمال الشرقي، حيث استقرت عشيرة العمرين/ الكعابنة البدوية منذ نحو 35 عاما، والتي تضم قرابة 300 مواطن ذاقوا مرارة التهجير والترحيل مرات عديدة قبل أن يستقروا في هذا المكان، حيث استولت قوات الاحتلال على أجزاء كبيرة من أراضي التجمع والمنطقة المحيطة لصالح مستوطنة "كوكب الصباح" ويعاني أهل التجمع من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين بهدف الاستيلاء على ما تبقى من الأرض وطرد المواطنين منها.

من جانبه قال المواطن خضر كعابنة لوطن إن المدرسة كانت تحمل أملا كبيراً لسكان تجمع عين السامية بالعلم والمستقبل لأطفالنا في هذه المنطقة المعزولة، فالمدرسة ساعدت المجتمع  والأهالي وبددت قلقهم على أطفالهم الذين سيجبرون مع هدم المدرسة على قطع مسافات طويلة في طرق رئيسية وبين المستوطنين للوصول الى أقرب مدرسة، لافتا ان الخطر الوحيد الذي تشكله المدرسة على الاحتلال هو تعلم اطفالنا.

وأضاف كعابنة "أن أقرب مدرسة علينا كتجمع بدوي تبعد 15 كم والمعضل هنا ليست في سير الطلاب لمسافات طويلة للوصول إلى مقاعد الدراسة فحسب إنما في خوف الأهالي على أطفالهم، لان الهدم يدفع الأهالي إلى عدم إرسالهم للمدارس إذا هدمت مدرسة التجمع".

من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، لوطن إن  قرار هدم مدرسة عين سامية يلحق الضرر الكبير بطلبة المدارس وأطفال التجمع البدوي.

وعبر الخضور عن صعوبة إيجاد المدرسة البديلة لهم  باعتبار ان المدرسة توجد في تجمع بدوي يبتعد عن أقرب تجمع اخر 15 كيلومتر، مضيفا " ان قرار الهدم يشكل خطرا كبيرا يجب أن يؤخذ على محمل الجد والتحرك فوراً، مشيرا الى ان استجابة المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي في التواجد هنا تشكل رسالة ومرحلة جديدة من العمل المشترك للحفاظ على التعليم والمدارس".

وأضاف  خضور أن الاحتلال يسعى دوماً للقضاء على التعليم وخلق جيل أمي حيث قام بهدم العديد من المدارس في مناطق مختلفة مثل مدارس بزيق وأبو النوار ومدارس مسافر يطا، موضحا " في حال تم هدم المدرسة فالبديل الوحيد هو إعادة بناء هذه المدرسة من جديد، ولن يبتعد الطلبة عن التعلم في حال الهدم سوف يدرسون في الخيام وإذا قام الاحتلال بهدم الخيام سيدرس الطلاب في العراء".

وأكد خضور أن طاقم المعلمات يدرك بأن رسالته مضاعفة ومستعدين للتحمل من أجل استمرار التعليم.

من جانبه قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان عصام العاروري لوطن، إن المحكمة المركزية بالقدس رفضت التماس بوقف قرار الهدم ومنذ يوم صدور القرار الأربعاء والمدرسة تحت خطر الهدم، مضيفاً أنه تم تقديم طلب إضافي لاعفاء المدرسة من الهدم من خلال اعفاء المدرسة من الحصول على ترخيص ولكن لم يتم الرد على الطلب المقدم، لذلك سوف نلجأ للمحكمة العليا الاسرائيلية، ولكن المعركة هنا على مدرسة عين سامية ليست معركة قانونية إنما هي معركة على الهوية.

تصميم وتطوير