الأولى على الفرع الفندقي "لمار أمين" تمضي صعوداً نحو عالم الأعمال
لم تكن تعلم لمار أن أصوات الهتاف والفرح والصراخ المجنون قادم من منزلها، كانت تجلس في الخارج بترقب وخوف ظنت أن أحداً سربت إليه النتيجة قبل ساعة من إعلانها وكانت كما أراد، وفي غضون ثوان معدودة تقدم الصوت نحوها بسرعة حضنها والديها بلهفة، ومن بين الأصوات الكثيرة كان صوت واضح يخبرها بأنها الأولى على مستوى الوطن في تخصصها.
علمنا بالنتيجة صدفة من "التلفاز":
تقول لمار أمين أن كل مشاعر الفرح والرهبة والصدمة اجتمعوا في قلبها، فكانت ترد الحضن بالحضن والضحة بالضحكة وهي لم تستوعب بعد فكرة أنها الأولى على مستوى الوطن كله.
تعود إلى الخلف قليلاً وتقول: "كنا آنذاك نتابع المؤتمر الصحفي لإعلان نتائج الثانوية العامة، وكنت متوترة وخائفة وقررت الخروج من البيت قليلاً لأتنفس الهواء بعد شعوري أنه بات شحيحاً في كل مكان".
تتابع لمار: "عندما سمعت صوت الهتاف والفرح المجنون ظننت أنه قادم من بيت إحدى الطلبة حتى جاء والدي يحضنونني ويصرخون مبتهجين.
حصلت لمار أمين على المركز الأول بالفرع الفندقي على مستوى الوطن بمعدل 94.5%، تقول عن هذه اللحظة: " لم اتمالك نفسي من الفرح بكيت ورقصت أنا وعائلتي كلها، عائلتي التي تساوي فرحتهم الدنيا وما فيها ".
والدة لمار "ليالي أمين" كانت تنظر لابنتها وهي تحدثنا بفخر و فرح لا يخفى، و قالت لوطن "فرحة النجاح لا يمكن وصفها بالكلمات وأتمنى هذا الشعور الذي يملئ القلب، ينتقل لكل عائلة لديها طالب في الثانوية أو تتحضر لهذه اللحظة"، وتضيف: "تلك اللحظات المليئة بالبهجة والمفاجأة اختلطت مع صورها في مخيلتي وهي طفلة تذكرت كل أيامنا حتى وصلت إلى هذا اليوم وهذه النتيجة التي من شدة جمالها تشابه الأحلام ".
لا يمكن لوالد لمار "سامي أمين" إلا ان يكون فخوراً ولا يمكن لعينيه إلا أن تضيء فرحاً وفخراً، وهذا ما كان بالفعل، وحين سؤاله عن النتيجة قال لوطن: " فرحتنا بابنتنا لمار كبيرة جداً، وخاصة أننا علمنا بالنتيجة خلال مؤتمر الإعلان عن النتائج صدفة" ويتابع: "لم أفكر إذا ما كانت لمار من بين العشرة الأوائل أم لا كنت أشاهد فقط، ثم فجأة سمعت اسم ابنتي لمار سامي يوسف أمين .. لا يمكن ان أنقل لكم مشاعري حينها لكن أقل ما يقال أني شعرت بنفسي أحلق عالياً شعرت أن الفرحة حملتني وطارت في".
تخصص الفندقة يجمع العلم والعمل معاً:
تقول الطالبة المتفوقة لمار أمين لوطن: " أحب النشاطات العلمية والعملية وأميل إلى التحرك ولا أميل للروتين، والتخصص الفندقي فتح أمامي خيارات أكاديمية وعملية في نفس الوقت، ففي الجانب الأكاديمي درسنا مباحث تتشابه إلى حد كبير مع الفرع الأدبي، أما بالنسبة للجانب العملي فكان ثرياً بتعلم إنتاج الطعام والمحاسبة والريادة، تتابع:"وجدت نفسي وشغفي هناك".
وتستدرك لمار قولها" لن أنسى جملة عائلتي –مش مستعدين تكون بنتنا بهيك تخصص- ، لكن الآن افتخر بنجاحي في تغيير نظرتهم خاصة بعد تفوقي"، وأضافت لمار أن المجتمع مازل ينظر للتخصصات المهنية على أنها أقل من التخصصات الأكاديمية الأخرى وحان الوقت لعكس هذه الصورة المزيفة.
شو بدك تصيري "طباخة" !
وبذات السياق تعلق والدة: " طوال الوقت أثق بلمار وبذكاء لمار، فهي منذ طفولتها وأن أراهن عليها أمام العالم اجمع، وأراها شخصية مهمة في المستقبل، لكن حينما أرادت ابنتي شق طريقها المهني شعرت بالخوف في بادئ الأمر ثم اكتشفت انه الخيار الأفضل ويكفي أنه ينسجم مع طموح لمار و شغفها".
"كنت أسمع تعليقات ساخرة وتتكرر كل يوم من الأقارب و المجتمع من حولي –شو بدك تصيري طباخة!-" هكذا قالت لمار التي بدت مصرة على مسؤوليتها في تغيير الصورة النمطية المزروعة في أذهان الناس وتتابع: "مع أن مهنة الطبخ رائعة ولكن لا يمكن اختزال تخصص كامل في جملة واحدة ومع ذلك تفهمت الصورة وعزمت من خلال دراستي وجهدي تغييرها".
الأب "الحماية والأمان .. والسند الهائل"
تقول لمار أن النتيجة التي حصلت عليها وتفوقها على مستوى الوطن لم يكن صدفة، إنما خططت له مبكراً عندما وضعت صحتها النفسية والجسدية قبل كل شيء، مضيفاً أن سلامتها النفسية والجسدية تحقق لها فسحة واسعة من الإبداع و الصعود، وتتابع: "كل محاولاتي هذه أضعها بكفة مقابل دعم أبي و مساندته و حبه وسترجح الكفة له، فبالرغم من كل الانتقادات التي واجهتها كان يخرج صوت أبي أكثر وضوحاً وقوة ليحثني على استكمال المشوار، وأحب أنني أشبهه كثيراً في كل شيء وهو ما مهد لي الطريق لأواصله دون خوف أو التفات للوراء".
من جانبه قال والدها: "كنت أقول لها دائماً لا تخافي حاولي وجربي كل شيء حتى الوصول إلى الحقيقية وحتى تلامسي الهدف المنشود، لأنني أثق تماماً بأن لمار قادرة على النجاح والتفوق، وتميز جيداً الطريق الصحيح".
تحلم لمار اليوم بمواصلة الطريق بقوة كما بدأته، وأن تحقق حلمها بالتميز والإبداع و تخطط اليوم لدراسة التسوق الإلكترونيو تختم حديثها: "أتمنى أن أرى فيديو نجاحي بعد سنوات وأنا أقوى وأجمل سيدة أعمال و سأصل بلا شك!".