بعد أربعين يوماً فيصل حوراني يفتح جرح الغياب من جديد

29.06.2022 07:10 PM

اربعون يوماً مضت ترجّل الأديب والمناضل فيصل حوراني  عن صهوة حياته الزاخرة بالكنوزالأدبية، عدد من الشخصيات الأدبية والرسمية إضافة للعائلة والأحبة تواجدوا في جميعة الهلال الأحمر في البيرة ونقلوا عبر كلماتهم وطأة الفقد و فداحة الخسارة .

وفي هذا السياق قالت زوجة الراحل فيصل  الحوراني لوطن: " اتيت إلى فلسطين كما احب وطلب ، وداعا يا احب الناس على قلبي رغم  افتراقنا الا انني لازلت  احترمه واقدره".

ابنته لمى التي رثته نيابة عن العائلة تحشرج صوتها واختنق حينما رثت أباها، وقالت وهي تقاوم دمعها: "تشتتنا في حياتك وتجمعنا اليوم بعد مماتك" وأضافت " أن تكوني من إحدى بنات فيصل حوراني مدعاة للفخر".

وتابعت: ان يمنح الحرية الشخصية لبناته الثلاث لامتلاك ذاتهن وتحديد علاقاتهن كان أبرز ما يميّز ابن المسمية.. أصر على تعلقنا بالوطن في المنفى خاصة في الدول غير العربية، وأصر ان تتعلم شقيقتي ليلى اللغة العربية في قبرص.. نلمس أن هم فلسطين مقيم في أبنائه وأحفاده إلى اليوم.

وقالت: بقدر ما قست الحياة على ابينا قسى على نفسه.. كان همه بتعليم أبنائه وان ينشؤا على الاستقلالية التامة وان نعتمد تماما على انفسنا وليس على رجل او سلطة او قبيلة.. كان شيوعيا عتيدا لكنه لم ينضم لحزب شيوعي قط.

من جانبها قالت  الأسيرة المحررة خالدة جرار لوطن:" فيصل الحوراني ترك ارث كبيرا ،ستستفيد منه الاجيال القادمة ، وفي ذاكرتي مواقف عدة للحوراني  من خلال ندواته ومحاضراته التي كان يبدي من خلالها  اراء سديدة كنا نستمتع  بالاستماع له  دائما ".

يجلس في حفل التأبين من هم اكثر قرباً من حوراني، ولعلهم يملكون قوة هائلة لكنها تخبو أمام كلماتهم عنه، وخير دليل الشاعر غسان زقطان صديق الراحل الحوراني، حين تحدث عن حياته قائلا: "لقد كان دقيقا في مواعديه ووقته وغاياته.. كنت أرى بكتابة شيء عن هذه الصداقة وعن حظي بامتلاك صديقا لا يبخل عليك بصداقته وتجربته وذاكرته الغنية".

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي خلال كلمته التأبينية إنه بوعد 40 يوما على الرحيل الأبدي لصديقنا الرحال فيصل حوراني، يطلّ علينا وكأن لسان حاله يقول ابقيت لكم اجمل واقوى من أسلحة الايمان بالوطن والقاعة والضحية من اجله.

وأضاف: يجب علينا ونحن نكرم من يستحق التكريم أن نحلّق في فضائه الفكري الرحب وتجربته الفريدة في البحث عن ادق الأمور في فلسطين والخارج وتدوينها بشكل رائع تصل للقارئ وفق ما ارداها فيصل، وهذا الضمان الحقيقي للتمترس وراء الرواية الفلسطينية.
وتابع: القائد الراحل طاف العالم ورآى الأشياء العظيمة وأثارت اعجابه، لكنها تحولت الى مشاهد عابرة امام وطنه.

عضو الكنيست عن القائمة المشتركة عايدة توما لم تفوت فرصة الحضور حتى لو عبر العالم الافتراضي فنقلت صوتها للحضور  قائلة: "عوالمه الغنية والمتعددة اهلته ليكون فلسطينيا خالصا الانتماء لشعبه وللكل الفلسطيني متجاوزاً كل الأحزاب والعصبية"

وفي كلمة القاها عدي الهندي، نيابة عن منير حمارنة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الأردني، قال فيها إن خسارة رحيل فيصل اكثر من فادحة .. ربطتني على مدى 6 عقود ونيف علاقة شخصية وفكرية بفيصل.

وتحدث عن صفتها ومناقبه قائلا أنه كان كارها للنافق والتزلف، وتميز بانحيازه للبسطاء والفقراء وتلمس معاناتهم وتكريس جهد لخلاصهم وتحررهم.. كان مستقيما متسع الثقافة وعميق البصير.. كان دائما مستعدا لدفع كلفة الجراءة والصراحة مهما كانت باهظة.. إن خسارة فيصل أفدح من أن تعوض.

وبدوره قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لوطن:  "ان فيصل الحوراني ترك فراغ كبير كان مناضل مفكر ومؤرخ وكاتب  كبير ومميز ، وتميز في  جرأته الفكرية وتحليلاته العميقة ونقده العميق "

واضاف "كنا دائما نجتمع في لقاءات مبدعة وخصبة ، ويتمتع في تفكير حر ويعطي تحليلات مميزة تحديدا فيما يخص الساحة الفلسطينية "
من جانبه قال الأمين العام لحزب الشعب  بسام الصالحي لوطن للانباء:" إن الحوراني كان يريد من الجميع العمل بشكل موحد لانهاء الانقسام والعمل على حماية المشروع الوطني  عبر اوسع إتلاف وطني ، كان يملك روح ناقدة  واضحة وصريحة لكل السلبيات القائمة بغض النظر عن اطراف هذه السلبيات "

سيرة فيصل حوراني الغنية وذاكرته الخصبة لم تصقل بالأحداث التي عاشها فحسب، بل بالأوطان التي استقر بها والشخوص الذي التقى بهم وبرحيله تخسر فلسطين قامة فكرية وثقافية وبهذا الجانب تحدثت الإعلامية عريفة الحفل مي أبو عصب " لوطن للانباء : مشيرة إلى أن السيرة الذاتية الكبيرة والقيمة للراحل حوراني، أضافت للأدب الفلسطيني الكثير ولذلك هو خسارة كبيرة".

من جانبه قال الشاعر وسيم الكردي لوطن للانباء:إن" النتاج الفكري والأدبي للراحل حوراني يوثق كثير من مراحل القضية الفلسطينية، ولا يقتصر فقط على حياته الشخصية.

هذا و رثا رئيس اتحاد الكتاب والأدباء مراد السوداني عبر وطن للانباء قائلا " ان "فيصل الحوراني كان صقالا للمعالي العالية وراو لوجعنا العميم ف طوبى له  ، الباقي المؤسس  من كتبية اللذين ظلوا  على  عهد الثقافة والمواجهة لأجل حق  وحقيقة فلسطين "

ختم التأبين بتواقيع و إهداءات من الأحباب إلى حوراني قد لا تصل، لكنك حتماً ان اردت السير في دروب المنافي فاعلم انك تسير خلف فيصل الحوراني، وإن أردت أن  ترى عذابات الشعب الفلسطيني عليك بقراءة  اسفار حوراني، الذي ختم كتابه رحلة الالام بقوله «أيها الوطن الذي لا وطن لنا سواه، كان الخروج منك موجعاً، صارت العودة إليك موجعة، والسبب واحد في الحالتين والمسبب»

تصميم وتطوير