"عندما باغتني النوم ضربتني المجندة في كتفي" .. شذى عودة تروي لوطن تجربة اعتقالها الأولى

08.06.2022 02:22 PM

وطن للانباء: روت مديرة مؤسسة لجان العمل الصحي الأسيرة المحررة شذى عودة لوطن تفاصيل رحلة اعتقالها، لافتة إلى أن تجربة الاعتقال مليئة بالتفاصيل الصعبة والقاسية، خاصة في المرحلة الأولى والتي تتمثل بعملية الاعتقال والانتقال من البيت إلى الأسر.

"لم يسمحوا لي باحتضان أولادي، فاكتفينا بالتلويح من بعيد"

وقالت عودة "لبرنامج شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الصحفية ريم العمري، "كانت أعداد الجنود الذين اجتاحوا المنزل كبيراً، وتصرفوا بشكل همجي، لم يحترموا خصوصيتي كإمرأة ورفضوا مغادرة المكان أثناء تبديل ملابسي بالرغم من وجود مجندة معهم".

وتابعت عودة: "كانوا يصرخون ويستفزون أفراد أسرتي حتى ناشدتهم أن يعتقلوني ويغادروا المكان خوفاً من إصابة أحدهم بأذى، ولم يسمحوا لي بتوديع أولادي واحتضانهم، فاكتفينا بالتلويح لبعضنا من بعيد".

وأوضحت عودة أن كل تفصيلة داخل السجن لها وقعها في نفس الأسير، وأن الاحتلال يتعمد ضرب نفسية الأسرى والأسيرات وكسر معنوياتهم، وتابعت حديثها: "برغم رفض الجنود وعنادهم إلا أنني حاولت جمع ما تذكرته من أدويتي، وعجلت البحث عن نظارتي قبل أن يقتادوني إلى الخارج"

وأشارت عودة إلى أن الجنود لم يحترموا سنها ولا كونها إمرأة فألقوا بها على أرضية المركبة، وأحاطوا بها من كل الاتجاهات، وقالت: "مع ساعات الفجر الأولى بدأت أشعر بنعاس شديد فباغتني النوم لتقوم المجندة بضربي في كتفي، ومنعتني من مواصلة نومي إلى أن بدأ التحقيق الذي استمر من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء".

"رحلة العذاب من التحقيق إلى الزنزانة"

بحسب عودة تعد مرحلة التحقيق استنزافاً حقيقياً لعقل وجسد الأسير، وكمية الضغط والإرهاق التي يمر بها قد تدفعه للاعتراف بما لم يفعله، وتتابع: " كنت أبلغ المحقق بحاجتي إلى الطعام والأدوية رغم تجاهله، وحاولت تذكر نصائح المحامي الذي أرشدني لطريقة التصرف أثناء التحقيق ومن أجل الحصول على حقوقي"

"المسافة بين سجن شارون و مركز التحقيق في عوفر طويلة ومتعبة" هذا ما قالته عودة التي عادت بذاكرتها إلى الزنزانة التي كانت تنتقل إليها في كل مرة يشعر فيها المحقق بالتعب والحاجة إلى الراحة، وأضافت: "سجن شارون كان الأسوأ على الإطلاق فكان فراشي في الزنزانة عبارة عن فرشة بلاستيكية مزعجة بلا أي غطاء أو وسادة، ولم يكن مسموحاً خلال هذه الفترة إدخال الملابس لي ، كما حرموني من تناول أدويتي".

تتابع: "خلال هذه الفترة فقدت حوالي 10 كم من وزني، بسبب رداءة الطعام والضغط النفسي الشديد الذي تسبب بتهيج القولون العصبي، وعدم تمكني من تناول الدواء فاقم سوء وضع الصحي".

وبالرغم من أن شذى عودة تعمل منذ زمن طويل في المجال الإنساني، ورغم تجاوز سنها الستين عاماً، إلا أن ذلك لم يثني الاحتلال من اعتقالها وانتهاك أبسط حقوقها، وفي هذا السياق تتابع عودة حديثها: "لا يوجد فلسطيني محمي في هذه البلاد، فهم لا ينظرون للعمر أو النوع أو حتى الحالة الصحية للمواطن الفلسطيني، وهو ما يؤكد على افتقار الاحتلال لأي قواعد إنسانية في مسألة الاعتقال".
ولفت عودة إلى مسألة تعمد الاحتلال إخماد صوت مؤسسات المجتمع المدني التي تفضح انتهاكات الاحتلال وتعريه أمام المجتمع الدولي، مضيفة أن عمل هذه المؤسسات يندرج تحت بند النضال الفلسطيني وهو ما لا يحبذه الاحتلال، بل ويسعى بكل أدواته لملاحقته و التضييق عليه مادياً ومعنوياً ووصمه بالإرهاب".

"مشاعر الأمومة وفخ السلطة" 

وسلطت عودة الضوء على أوضاع الأسيرات في سجن الدامون، واتباع الاحتلال سياسات جديدة لتشديد التضييق عليهن، كالعزل والنقل من الأقسام والقمع وغيرها، وتقول: "كانت مشاعر الأمومة تجاه الأسيرات وخاصة الأصغر سناً تسيطر علي، حتى أنني في بعض الأحيان وبلا وعي مني مارست سلطة الأمومة عليهن، فكنت أفرض رأيي عليهن بحكم مشاعري ثم أعدل عن ذلك لاحقاً وأقدم اعتذاري" وتضيف: "رغم أن بعض الأسيرات لم يتجاوزن عمر العشرين إلا أنني كنت استمد القوة والإرادة منهن".

وختمت عودة حديثها بالتأكيد على ضرورة تدويل قضايا الأسيرات خاصة كبيرات السن و المريضات خاصة إسراء جعابيص وبخصوصها تقول عودة: "برغم وضعها الصحي السيء إلا أنها تتمتع بروح مرحة، وتمارس فن التخطيط والرسم رغم الحروق التي طالت أصابعها، ولا تزال تتأمل الحصول على حقها في العلاج".

تصميم وتطوير