"حالة الهدوء تتوقّف على الأوضاع في دولة الاحتلال ومدى قدرة أمريكا على ضبطها"

المحلل غسان الخطيب لوطن: اللقاءات والاتصالات الأمريكية والأردنية بالقيادة الفلسطينية سببها حالة قلق مختلفة لكل طرف

01.06.2022 08:06 PM

وطن: تلقى الرئيس محمود عباس، أمس الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، جرى خلاله بحث آخر المستجدات والأحداث والتصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في القدس، ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

والتقى الرئيس أيضًا بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وناقشا "التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة القدس، وتنسيق الجهود الفلسطينية الأردنية في كافة القضايا"، وفقًا لتلفزيون فلسطين.

وقال المحلّل السياسي الدكتور غسان الخطيب لبرنامج "مساء الخير يا وطن" الذي تبثه وطن، إنّ حالة قلق تسود الأطراف جميعها لارتفاع وتيرة التوتّر، باختلاف نوع القلق لدى كل جانب؛ "فالقيادة الفلسطينية تشعر أن هناك تصاعد استثنائي بدرجة العدوانية الإسرائيلية مع صعوبة كبيرة بالتعامل مع حكومة الاحتلال التي تلبس لباسًا معتدلًا، ولكن سلوكها عدواني، وهذا ظهر في أحداث القدس، وجنازة شيرين أبو عاقلة، وصولًا إلى مسيرات الأعلام واقتحامات الأقصى".

وبيّن أنّ الولايات المتحدة قلقة خشية خروج الأمور عن السيطرة، والدخول في تصعيد يصعب العودة إلى الوراء منه، سواء في التحرّكات الشعبية في الضفة الغربية، أو دخول حركة حماس على الخط من ناحية عسكرية، مؤدية إلى تصعيدات خطيرة.

وأوضح أنّ قلق الأردن ينبع من مسؤوليتها تجاه القدس، والرأي العام الغاضب الضاغط على الحكومة في المملكة، فتتحرّك لمحاولة احتواء الأمر، إلى جانب أن الحكومة الأردنية في علاقة وثيقة مع السلطة الفلسطينية هذه الأيام، يتخللها حالة من التلاقي القيادتين الأردنية والفلسطينية.

وقال إنّ حالة الهدوء أو عدمه تتوقّف على الأوضاع في دولة الاحتلال ومدى قدرة الإدارة الأمريكية على ضبطها، مشيرًا إلى أنّ دولة الاحتلال الطرف الذي يصعّد ويهدئ، "والأمر ليس بيد حكومة الاحتلال بهذه البساطة لوجود توازنات تتمثّل بإثبات الحكومة بأنها لا تقلّ قوة وتطرف وعداء عن الحكومات اليمينية السابقة، فتحاول إثبات نفسها بالمزيد من العدوانية، إلى جانب تصعيد المستوطنين".

وقال إنّ ردّ الفصائل في قطاع غزة "أمر غير معلوم"، مشيرًا إلى صدور تصريحات من قادة حماس بالرد في حال تصعيد الاحتلال في القدس، ولكن ذلك لم يحصل، مضيفًا "لم نسمع تفسيرًا أو تحليلًا ربما لاعتبارات لا نعرفها، ومن المهم إعطاء الفرصة والمدى للزخم الشعبي في القدس والأراضي المحتلة".

تصميم وتطوير