"الاحتلال ما زال ينظر إلى تهديداتها بمصداقية ببقاء حالة التأهب مرتفعة"

المحلّل بلال الشوبكي لوطن: عدم إفصاح الفصائل قد يؤخذ كمؤشر قوّة في ظلّ الإجماع عليه

31.05.2022 06:53 PM

وطن: ذكرت صحيفة معاريف العبرية أنّ حالة تأهب قصوى تسود صفوف جيش الاحتلال أمام قطاع غزة باستمرار، مشيرة إلى أنّ الرد على أحداث القدس لا يزال قائمًا خلال الأيام القادمة، وأنّ السلطات تخلي شوارع مستوطنات قرب غزة خشية استهدافها من صواريخ مضادة للدروع.

وقال المحلّل السياسي ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي، لبرنامج مساء الخير يا وطن الذي تبثه وطن إنّ المسألة مرتبطة بسلوك الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة خلال وبعد مسيرة أعلام الاحتلال، مضيفًا "هو سلوك غامض جدًا".

وبيّن أنّه من المتوقع أن يتعامل المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي مع حالة الغموض هذه في ظلّ عدم القدرة على التنبؤ بسلوك المقاومة، مشيرًا إلى أنّ ذلك مبني على مسألتين؛ الأولى أنّ المقاومة راكمت قدرات قوية جدًا مقارنة بسنوات سابقة، "ويجب أن تؤخذ أي تهديدات منها على محمل الجد"، والثانية أنّ المستويات العسكرية والأمنية الإسرائيلية ما زالت تنظر إلى خطاب المقاومة على أنّها تتمتع بمصداقية.

وأضاف الشوبكي "رغم كل الجدل الذي دار بين الأوساط الفلسطينية خلال اليومين الماضيين بشأن ردّ المقاومة أو عدمه، وضرورة ذلك، إلّا أنه من الواضح أن الاحتلال ما زال ينظر إلى أنّ تهديدات المقاومة ليست فارغة، حتى لو لم ترد في حينها، في المقابل لم تلقِ بالًا إلى تهديدات عربية كثيرة".

وقال إنّ دولة الاحتلال تدرك أنّ المقاومة لو لم ترد على المسيرة، فإن ذلك لا يعني انتهاء المواجهة للأبد، وسيكون هناك مواجهة بالضرورة، سواء هذه الفترة أو في فترة لاحقة، مستبعدًا في الوقت ذاته إقدام المقاومة على ذلك هذه الأيام، ومشيرًا إلى ارتباط تقديرات عدم الرد بظروف ما زالت قائمة.

وبرأي الشوبكي فإنّه الأسلم والأنسب هو عدم إقدام المقاومة على الحديث، "فأي حديث الآن يؤخذ في سياق تغذية الجدل في الشارع الفلسطيني، بدلًا من انشغاله بما أقدمت عليه سلطات الاحتلال في القدس من انتهاكات"، مضيفًا "نحن لا نتحدث عن مسألة سياسية فحسب، بل ذات طابع أمني وعسكري، وليس مطلوبًا ممن يعملون تحت الأرض أن يقدموا أطروحات للجمهور لأسباب أمنية أو عسكرية لا ندركها".

ويرى أنّ المقاومة لم ترد بحكم أنّ حجم العدوان الذي قد يقع على أهالي قطاع غزة كبير، الذين ما زالت آلامهم حاضرة، وجراحهم لم تلتأم منذ العدوان الأخير، مضيفًا "من الحكمة والربح الآن عدم إقدام الفصائل الفلسطينية عن الإفصاح".

ولا يستبعد الشوبكي أنّ يكون عدم ردّ المقاومة في إطار حرب نفسية ضد الاحتلال، "فمجرّد القول أنّ سلطات الاحتلال ما زالت متأهبة على الحدود فهذه من ثمار عدم الإفصاح، فلو أفصحت لشعرت دولة الاحتلال بالاسترخاء، وكل المؤشراتتفضي إلى أنّ مسيرة الأعلام الأخيرة كانت مدفوعة بخوف وتوجّس دولة الاحتلال، وهو لم يزل حتى بعد انتهائها، وهو نتاج مراكمة لفصائل المقاومة".

وأشار إلى أنّ الصمت الحالي قد يؤخذ كمؤشر قوة في سياق آخر، "فهو صمت مجمع عليه، ولم نجد تصريحات من الجهاد الإسلامي أو حماس أو كتائب شهداء الأقصى أو أي فصيل"، مضيفًا "حالة الإجماع هذه تعطي مؤشرًا أنّ فصائل المقاومة محافظة على نوع من التوافق والعمل المشترك، وهي نقطة تستحق الإضاءة عليه بأن الفصائل تتلاشى الخلافات فيما بينها حين يكون التناقض مع الاحتلال والعمل نضالي مرتبط بما يمكن أن يخدمة القضية الفلسطينية".

تصميم وتطوير