مختص بالشؤون الإسرائيلية لوطن: عدم رد المقاومة على ما جرى بالقدس قرار صائب والخلل كان بالخطاب الذي وُجه سابقا

30.05.2022 09:53 AM

وطن: قال الكاتب والمحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور بان قرار المقاومة بعدم الرد على ما شهدته مدينة القدس امس هو "قرار صائب عسكريا وسياسياً وأمنياً، والخطأ الوحيد هو الخطاب الموجه- الذي تم توجيهه مسبقا-، وأنصح قيادات حماس بتغيير مستشاريها الإعلاميين لأن الخطاب الموجه للشعب يجب أن يختلف تماماً، وهذا النوع من المواجهة لا يقاد بالعاطفة، وما حدث أمس يظهر أن المعارك والحدث يدار بأعصاب باردة، وكل ما نحتاجه هو قيادة موحدة".

وأضاف منصور خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري عبر شبكة وطن، بأن مسيرة الأعلام التي نظمها المستوطنون في القدس أمس وما رافقها من تدنيس وشتائم واستفزاز وطقوس وصلوات اشبه بالوثنية، "لم يحدث في القدس منذ عام 1967 كما شهد بذلك عمر الكسواني وعكرمة صبري، اللذين شهدا ما جرى في المدينة منذ عام 1967، ما يدل على أن المجتمع الإسرائيلي حسم أمره في مسألة القدس، من ناحية تهويدها وتقسيميها".

وقال: " ما حدث بالأمس هو محاولة واضحة للاستفزاز، حيث تجاوز سلوكهم كل تصور، وهذا واضح بأن قدومهم بهذه الأعداد هدفه اشعال حرب، وهذا تخطيط وتحشيد من نتنياهو، حيث أراد أن يورط نفتالي بينيت، وكان من صالحه أن تكون المسيرة خارجة عن السيطرة، وما يحدث هو مزايدات سياسية داخل الحكومة الإسرائيلية".

وأشاد بدور أهالي القدس الذين ورغم كل عمليات القمع التي سبقت المسيرة والاغلاقات الا انها لم تنجح في ابعادهم وجددوا التأكيد للعالم بأن القدس ليست إسرائيلية ولا سيادة للاحتلال عليها.

وبخصوص عدم رد المقاومة على ما جرى في القدس أوضح منصور: " كانت هناك تساؤلات كثيرة ويمكن تفسيرها بأنه يجب إعادة النظر في خطابنا كفلسطينيين ودعايتنا، والتفريق بين الدعاية الموجهة للشعب الفلسطيني والخطاب الموجه للاحتلال، وبأي لغة، والكلمات المختارة مهمة لأن كل من يتكلم سيحاسب على كلماته، وخاصة القيادات التي كانت تدير معركة الصراع مع الاحتلال، وأصبح لدينا حصر للمقاومة على أنها غزة، وبأن غزة هي حماس وما يقوله السنوار، وهذا الحصر يُضيق الأفق ويضيق القدرة على الرؤية، وشعبنا ولاد، وثورتنا ولادة، وعرفت أشكالا متعددة مثل الهبات والمقاومة في باب العامود والشيخ جراح وبالتالي يجب تجنب تضييق أفق المقاومة بطريقة حزبية".

وتابع: "أساليب النضال هي علم ومنهج وهي معقدة، وأحياناً يجب اختيار الوقت الأمثل للضرب أو التوقف تماماً، وهذا الأمر يحتاج لإدارة جماعية ووحدة، وهذا مفقود لدى الشعب الفلسطيني، وحُول كل شيء لمزايدات، وهذا إضعاف لحالتنا الفلسطينية، وبالتالي لا يوجد أحد فوق النقد وفوق النقاش والمساءلة، والمقاومة لم تنزل من السماء ونحن لسنا رعايا لديها، بل نحن حاضنتها، حيث أن الشعب كاملاً يدفع الثمن عن طريق الحصار والشهداء والاعتقالات والبيوت التي تهدم، وبالتالي لا يوجد مقدس ولا يوجد آلهة في ذلك، وبالتالي فالخلل ليس في المقاومة بل يجب أن تبقى ذخرا وقوة وردعا، والمهم ان من يملك هذا الذخر والقوة هو من يملك القرار، وهذا الذخر يجب ان لا يكون  كبسة زر من أحد، أو مظلة سياسية، والسبب في كل هذا هو الانقسام الذي حول كل شيء حتى المقدسات لمادة للمزايدة".

وأضاف " كانت هناك ترجيحات بعدم رد المقاومة، فغانتس وصف احتمالات الرد بانها ضعيفة والقناة العبرية 13 قالت بأنه لن يكون هناك إطلاق للصواريخ، وهذا كان لسببين أولهما عسكري، حيث نقلوا رسائل للمقاومة بأن اسرائيل مستعدة وستوجه ضربة قاصمة، وكانت هذه الرسالة جدية وهم يقرأون ما يحدث في غزة، والمقاومة ليست لعبة ليغو بل تحتاج وقتا لتستعيد عافيتها، حيث أن المعركة السابقة كانت كبيرة جدا".

وتابع: "اسرائيل تخشى المقاومة الشعبية واندماجها مع المقاومة العسكرية، من حيث ظهور قيادة مقاومة في جنين والقدس ونابلس، تُسند من غزة، وأن تكون منسقة ومشاركة".

تصميم وتطوير