بعد عمر في "دروب المنفى" عاد فيصل حوراني ليستريح أخيرا في وطنه

19.05.2022 07:48 PM

رام الله - وطن: شيعت جماهير شعبنا مساء اليوم الخميس، جثمان الكاتب والمناضل فيصل حوراني إلى مثواه الأخير، في مقبرة رام الله الجديدة في مدينة رام الله.

وصل صاحب "دروب المنفى" صاحب القامة الباسقة التي نقلت لنا مرارة العودة من المنفى إلى أرض انتشرت فيها خلايا الاحتلال الخبيث، ليستريح من دروب المنافي في حضن الوطن، إنه فيصل حوراني الذي ترك في نفس رفاقه حزنا وفقدا لا يندمل.

وقال خالد حوراني قريب الراحل لوطن، إن "فيصل في الحقيقة شخص مميز، كما في كتاباته، فهو يشبه كتاباته وكتاباته تشبهه، كما انه شخص واضح وصريح وحقيقي ولا يخاف أن يقول ما يشعر به، بشكل مباشر، فهو شخص نادر، ولقد خسرت فلسطين بخسارته قيمة أدبية كبيرة، وليس نحن فقط كعائلة من فقدناه".

رحل حوراني، أحد رواد النضال الفلسفي العربي الفلسطيني الرصين الذين رسموا معالمه الأولى بما أنجزوه من دراسات وقراءات أدبية، وحفر في التراث ونبش في أعماق البلاد، وكشف وجه الاحتلال القبيح.

وقال وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف، لوطن، "برحيل فيصل حوراني خسرت فلسطين قامة من قاماتها الكبرى في الثقافة والفكر والوعي"، لما له من إسهامات مهمة بالحفر في مسيرة نضال شعبنا الفلسطيني من خلال كتاباته التي وثقت حكايتنا كشعب في اخر 100 عام، والحوراني أمن بشعبه وأمن بعدالة قضيته، ودور الكلمة في النضال إلى جانب كل وسائل النضال المختلفة.



بدوره قال الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، لوطن، إن فيصل حوراني هو نموذج للمثقف الفلسطيني الذي ترك بصمة لا تمحى في الذاكرة والفكر السياسي الفلسطيني، كما ان تجربته التي نقلها بأروع ما يكون في كتاباته المختلفة جسدت معاناة الشعب الفلسطيني.

بدوره قال النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي، لوطن، ان خسارة فيصل حوراني هي خسارة للثقافة والأدب الفلسطيني، لما امتاز به من أسلوب وكتابات وفكر وثقافة، جعلته واحد من أعمدة الثقافة الفلسطينية.

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي، لوطن، إن العلاقة مع فيصل حوراني كانت علاقة ود واحترام ولكنها قبل كل شيء كانت علاقة فكرية، وعلاقة اهتمام بالشأن الفلسطيني، فكتابات حوراني كدروب المنفى وثقت النكبة الفلسطينية ونقلتها للعالم.

من جهته قال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، لوطن، "إذا رغبت بالاطلاع على عذابات الشعب الفلسطيني عليك ان تقرأ كتابات فيصل حوراني فهي وثقت معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة".

من جانبه قال د.محمود فطافطة الأكاديمي والإعلامي الفلسطيني، لوطن، أن فيصل حوراني يمثل أيقونة بالأدب الفلسطيني حيث يعد من أقدم الكتاب الفلسطينيين الذين اهتموا بتأريخ الرواية والأدب الفلسطيني، وقد استطاع تأسيس منظومة الرواية الفلسطينية في فلسطين والعالم أجمع.

لم يكن فيصل الحوراني روائياً عادياً ولا هاوياً للقلم إنما موسوعة وكنزا من كنوز الأدب والمعرفة التي زادته تواضعاً ومرونة فلم يغره كل ما سبق ولم تكن صحته المتدهورة ووقته الضيق أسباباً لرفض تعاونه مع الطلاب والباحثين والمتعطشين للأدب والمعرفة.

رحل فيصل حوراني ولم يتحقق حلمه بالعودة إلى مسقط رأسه في المسمية التي ولد فيها قبل 83 عاماً، رحل اليتيم في بلاد الغربة وعاد إلى البلاد محمولاً على الأكتاف لكن الفكرة بقيت خالدة إلى الأبد.

تصميم وتطوير